صراحة الرئيس ورقص وفساد النخب على دموع ودماء الشعب!/ محمد ولد سيدأحمد
إستمعت قبل قليل لتسجيل صوتي مسرب من إجتماع فخامة رئيس الجمهورية السيد: محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، باحدى جاليات البلد في الخارج، وكان حديث الرئيس قمة في الصراحة والمسؤولية حيث لم يغلف واقع البلد بغلاف افتراضي إنما استحضر الضمير وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه كقائد للبلد أمين ومؤتمن على البلد؛ فكان كلامه مطابق للواقع المعاش في البلد.
فالبلد أحد بلدان العالم الثالث الفقيرة والتي للأسف لم توفق منذ الإستقلال بأن تحظى بنخبة وطنية تنتشلها من وحل الفقر والمرض والجهل لترتقي لمستوى الدول النامية التي نجحت قيادتها ونخبها بالقفز بها إلى مستوى الدول المتقدمة كما حصل في رواندا والبرازيل وغيرها من الأمثلة الحية.
إلا أن بلدنا وللأسف لا تزال النخب المفسدة تتحكم في مفاصله وتقف حجر عثرة أمام تقدمه وازدهاره؛ ولعل موريتانيا حققت نجاحات في سعي نخبتها العسكرية والمدنية منذ الإنقلاب على نظام الرئيس السابق معاوية ولد سيدأحمد الطايع في وضع الحصان أمام العربية في محاولة لإصلاح ما أفسدته تراكمات أربعة عقود منذ الإستقلال، وحققت هذه النخبة إنجازات كبيرة في مجال الإصلاحات على جميع الأصعدة وخاصة المسار الديمقراطي التعددي وإنصاف المرأة ولا تزال مسيرة الإصلاحات متواصلة منذ عهد الرئيس الراحل أعل ولد محمد فال رحمه الله تعالى مرورا بفترة الرئيس السابق المرحوم سيدي ولد الشيخ عبدالله رحمه الله تعالى وصولا للفترة الإنتقالية بقيادة الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز وبعدها فترة نظامه التي دامت عشرة سنوات بما فيها من سلبيات وإيجابيات نختلف أو نتفق حولها؛ وصولا إلى مسار سلمي دمقراطي للتناوب السلمي على السلطة إنتهى بوصول الرئيس الحالي السيد: محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني حفظه الله ونصره ووفقه في ما فيه خير البلاد والعباد.
إذن بلدنا بلد فقير ومهدد بالمجاعة إذا لم تتحمل النخب المسؤولية ويحكم الجميع ضمائرهم خاصة النخب السياسية والتجار والموردون ورجال الأعمال، فحين توجد إرادة صادقة في الإصلاح من هرم السلطة ممثلا في رئيس الدولة ويغيب الضمير والمسؤولية والاستشعار بضرورة المشاركة في بناء وإستقرار البلد كل من موقعه فستكون الإرادة الموجودة عند رئيس الدولة بلا سند على أرض الواقع؛ وحينها تكون جهود الجميع ضائعة ويستمر الوضع السيء أصلا يزداد سوءا والفقير يزداد فقرا والغني يزداد غناء والفاسد يزداد ويتوسع في أعماله الفاسدة وعلى البلد السلام.