اتفاقية لا تنبت الزرع ولا تدر الضرع….
تانيد ميديا : من الطبيعي أن تستنهض عديد المناهج ومختلف المقاربات التى تسلط على النص لاستدعاء للمعاني والدلالات النائمة بي ثنايا الجمل
ومن هنا يلجأ للتأويل وهو حسب قاطي قرطبة ، وشارح أرسطو ، ابو الوليد ابن رشد صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى يحتمله دون أن يخل ذلك بلسان العرب في التجوز ، أي أن التأويل أو التخريج يظل محكوما بما أباحه وأستساغه اللسان العربي في أدبياته.وقد يلجأ المتورط داخل النصوص المركبة والمعقدة السيميائيات بوصفها مطاردة للمعنى لا ترحم ، فبقدر ما يتمنع المعنى ويتدلل يزداد غنجه ، بقدرما يكبر حجم التأويل ويزداد كثافة وسمكا ، ويمتد طموح الدرس السيميائي إلى تخليص النصوص من عذريتها بشكل لا رجعة فيه .واعتقد ان مضمون الاتفاقية لا يتطلب جهدا نقديا كبيرا .
في الاتفاقيات والمعاهدات بين الدول المتعاقدة تستفرغ كلا منها الجهد في تنقيح وتمحيص ونقد بنود ومواد الاتفاقية محاولة حصر الدلالة والمعنى متوجسة من المفردات والعبارات الرخوة المطاطة القابلة للتأويل ، هروبا من الوقوع في التميع واللعب على الكلمات.
ولنعد الى الفقرتين التاليتين من الاتفاقية ونحاول فهم ضمنيتهما
(2_1 تعزيز قدرات تحديد وتسجيل وتوثيق طالبي اللجوء في موريتانيا مع احترام الاطار الدولي للحماية)
انظر الى هذه الفقرة 4 أفعال بكل حركاتها الدلالية يشد بعضها البعض تتظاهر لاقرار هذه الاجراءات لصالح المهاجرين ، إنه تأكيد التاكيد الذي يسجن المعنى في زاوية ضيقة.
وانظر الى المفعول فيه ( في موريتانيا ) ولم يستخدم مفهوم الهجرة لامر ما.ثم تضيف الفقرة (مع احترام الاطار الدولي للحماية ) ألا تعني هذه الجملة أننا نتحمل مسؤولية الاجراءات والمساطر الحامية لهولاء ، والتي تتنصل منها أوروبا ؟!
2_ 2 ( تعزيز قدرات استضافة والتكفل في ظل احترام حقوق الإنسان…)
الرجاء الانتباه لمقتضيات هذه الفقرة توسيع وعاء الاستضافة كما والتكفل .وما الذي يعنيه التكفل؟
الا يعني التكفل الالتزام والقيام بكل ما يتطلبه وضع المتكفل به من اطعام وصحة وسكن
ألا يعني هذا توطينا الذي يتحول مع الوقت الى خلق وطن وهوية لهؤلاء؟!
ان الالزام يطال حتى لاكثر هشاشة من هؤلاء ( من استخف بالقريب ابتلاه الله بالبعيد )!!
2_3( تعزيز الولوج الى الخدمات الاجتماعية والاقتصادية…)
هذه الفقرة إسناد وتفصيل لفقرة التكفل !!
ولكن ياترى ما المقصود بالخدمات الاجتماعية ؟
ورغم ذلك وضوح هذه الاتفاقية وخطورتها معا ، يرافع عنها كتاب ” المخزن ” و”مدونيه ” ممن ألفوا الرقص على جثث اوطانهم المنهكة .ومهما كثر المنتجعون المتحلقون حول موائد النظام فان للبلد كتابا ورجالا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن الدفاع عن الوطن منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
تصبحون على مهاجرين جدد
سيد المختار عال
46773726***20781920
بتاريخ 09_03_2024