الناس سواسية ومعيار الفضل هو التقوى وهذه سنة سيد البشر / الداه ولد اسلم
في الأصل نحن سواسية ولا فضل لعربي ولا عجمي ألا بالتقوى، وقد حث على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وبينه في أكثر من موضع.
أما العنصرية فهي كلمة تحمل الكثير من النتانة، ولم تدخل مجتمعا الا ودمرته، فالعنصرية للاسف امر واقع ، لكن نحن شعب واحد يسكن في حدود دولة واحدة، وندين بالإسلام.
وللعنصرية اوجه كثيرة، فهي في الاصل والنسب والغنى والفقر وحتى في الشهادات واللون. والعنصرية هي افعال ومعتقدات تقلل من شأن شخص ما كونه ينتمي لعرق او لدين او لجنس مختلف وأن المعامله الطيبة يجب ان تقتصر على فئة معينه دون سواها.
إن إستيعاب فكرة الوحدة البشرية تأتي بعد تحول الافراد الى وحدات بشرية أكبر فمن عائلة الى قبيلة إلى مدينة أو دولة، ونرى في أيامنا هذه الشتائم بين الناس في مواقع التواصل الاجتماعي؛ فهذا يشير الى ان ثقافات الناس ما زالت غارقة بالعنصرية والتمييز سواء الديني أو العرقي أو القبلي وهذا إن دل على شيء فيدل على أن هناك أشخاصا ما زالوا يفكرون بعقلية العصور الوسطى وحتى بعقلية الجاهلية ، فكم مؤسف ان نرمز للون معين وبالاخص لون البشرة بالسوء ليصبح اصحاب ذلك اللون منبوذين.
لكن هناك التعصب الإيجابي والذي تحث عليه مكارم الاخلاق وهي الوقوف مع المظلوم والدفاع عن الوطن، فهذه ليست عنصرية ولا نخوة جاهلية لأنها تعمر ولا تهدم وتأخذ بيد الضعيف وتكون جانباً لينير الظلام.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع :» ايها الناس إن ربكم واحد، وأباكم واحد، كلكم لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى، ألا هل بلغت؟، اللهم فأشهد».
إن مجتمعنا ما يزال يعيش عنصرية مقيتة، بعضهم يتفوه بها في المجالس بقصد التندر والتقليل من شأن آخرين وبعضهم يقرها ويسكت عليها ويرى نفسه ليس معنيا بنبذها، لقد خلق المجتمع أساطير حول بعض فئات المجتمع ويتضح جليا أن هذه الفئات المضطهدة والمقلل من شأنها هي أكثر الفئات إنتاجا وفائدة على المجتمع عكس من يتصور نفسه رقيبا على الناس يحل ويحرم ما يراه مناسبا لهواه، ويخون أمانة العلم التي حمله الله بها.
لقد آن الأوان لمراجعات فكرية وأخلاقية تعيد تصحيح بعض المفاهيم وتأسس لبناء مجتمع قوي ومتماسك وتضع حدا للأكاذيب والشائعات الضارة وغير النافعة، وتنطلق من مبادئ الشريعة الإسلامية وترتكز على قواعد العدالة الاجتماعية التي هي أساس بناء كل شيء.
إن ما يصدر من تصريحات من وقت لآخر تارة من مربين وتارة من قادة رأي وموجهين من المجتمع، ليس جديدا فهي شنشنة دأب عليها بعضهم، لكن هل سيظل المجتمع ساكتا عنهم خوفا منهم وهل هناك من هو فوق القانون؟ وهل تكون جادة في تطبيق القوانين؟