فرانسوا سودان: استراتيجية المسلحين بالساحل هي خنق العواصم

تانيد ميديا : تشن الجماعات المسلحة منذ أشهر سلسلة هجمات في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وصل بعضها أطراف العاصمة باماكو، ومدينة تمبكتو التاريخية، كما أعلن المسلحون السيطرة لعدة ساعات على مدينة جيبو البوركينية البالغ عدد سكانها 300 ألف نسمة.
ضغط غير مسبوق
بحسب المدير الناشر لمجلة “جون أفريك” الفرنسية فرانسوا سودان، فإن استراتيجية الجماعات المسلحة “من الواضح أنها تهدف إلى خنق العواصم من خلال محاصرتها عن بعد”.
ويعتبر الصحفي المختص في الشأن الإفريقي أن “الكمائن المنتشرة على المحاور الطرقية الرئيسية، والغارات المتزايدة التي تستهدف البنى التحتية الاستراتيجية، تعكس ضغطا متصاعدا غير مسبوق”.
ويعتبر سودان بأن قدرة المسلحين “على السيطرة على أي مدينة ما تزال محدودة”، ولكن “حضورهم في المناطق الريفية أصبح الآن واسع الانتشار”.
ويؤكد أن الجماعات المسلحة أصبحت لديها “إمكانية للوصول إلى أسلحة جديدة، تستخدمها بشكل متزايد كالطائرات المسيّرة”.
الزكاة والتعدين
ضمن ركن “أسبوع جون أفريك” على إذاعة فرنسا الدولية، رأى فرانسوا سودان، أن الجماعات المسلحة “مع افتقارها للأهداف، تخلت عن تجارة الرهائن الغربيين”.
وبحسبه فإن “الزكاة أصبحت بمثابة آلية ضرائب حقيقية”، لتمويل المسلحين، حيث باتوا يفرضون “أن تدفع نقدا، أو من الماشية، أو المحاصيل الزراعية”، معتبرا أن الأمر أشبه ما يكون ب”الابتزاز”.
وتشمل وسائل التمويل الأخرى بحسبه، التعدين التقليدي للذهب، في ما يعرف بمنطقة المثلث الحدودي الواقعة بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر.
توسع النشاطات
لم يعد نشاط الجماعات المسلحة وفقا لفرانسوا سودان، يقتصر فقط على مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وإنما توسع نحو دول أخرى في المنطقة كبنين وتوغو، وهناك “استراتيجية تسلل متبعة على حدود السنغال وموريتانيا”.
ويوضح سودان بأن هناك “نشاطا لسلفيين، مرتبطين أحيانا بجماعة نصرة الإسلام والمسلمين، في المناطق المهمشة، كما وثق ذلك معهد تمبكتو مؤخرا في تقرير حول الموضوع”.
ويتحدث فرانسوا عن أن الجماعات المسلحة تستغل “العوامل الاجتماعية كالنظام الطبقي، أو إرث العبودية” بالنسبة للسكان المهمشين، وتقدم كبديل عن ذلك “نمطا من لاهوت التحرير”. ويختم سودان تحليله بمقولة للرئيس السابق لهيئة الأركان العامة في السنغال الجنرال ميسا سيلي انجاي: “الخطأ هو أن نعتقد بأن هذا لا يعني إلا الآخرين فقط”.
نقلا عن جون أفريك