أمير اترارزة أحمد سالم ولد احبيب يكتب عن رحيل العزيزي ولد المامي
تانيد ميديا: فما كان قيس هُلْكُه هُلْكُ واحد
ولكنّه بنيان قوم تهدّما
لا يبدو لي هذا البيت – مذ بلغني نعي المغفور له اعزيزي ولد المامي – ثناء مفرطا ولا رثاء مبالغا فيه.. بل يبدو أنني فهمت البيت وعذرت صاحبه الشاعر عبدة بن الطبيب، فليس فقيدنا اليوم إلا من جنس قيس بن عاصم المعني في البيت.
لم يمت بموت اعزيزي ولد المامي شخصه الكريم فقط، بل ماتت مآثر عظيمة، منها: العصامية والكرم والقدوة الصالحة وإصلاح ذات البين والسعي في المصالح العامة والبحث والتأليف وسعة الأفق ورحابة الصدر..
لكأن حال الموريتانيين يوم فقده حالُ بني نبهان التي وصفها أبو تمام في رثائه لمحمد بن حميد الطوسي:
كَأَنَّ بَني نَبهانَ يَومَ وَفاتِهِ
نُجومُ سَماءٍ خَرَّ مِن بَينِها البَدرُ
يُعَزَّونَ عَن ثاوٍ تُعَزّى بِهِ العُلى
وَيَبكي عَلَيهِ الجودُ وَالبَأسُ وَالشِعرُ
وَأَنّى لَهُم صَبرٌ عَلَيهِ وَقَد مَضى
إِلى المَوتِ حَتّى اِستُشهِدا هُوَ وَالصَبرُ
لقد خدم المرحوم موريتانيا اقتصاديا بممارسته للتجارة وإنشاء المؤسسات والمقاولات التي تخلق الثروة وتمتص البطالة.
وخدمها سياسيا باندفاعه في المشهد السياسي عندما يكون الحال مواتيا، وبتحفظه عند اللزوم إذا كانت الوطنية تقتضي ذلك.
وخدمها بنشر المعرفة وتشجيع أصحابها، وبالتأليف في مجالات متنوعة.
وخدمها بحسن تربية الأجيال، التي هي ضمان المستقبل.
وبحكم معرفتي به شخصياً والعلاقة الطيبة التي تربط عشيرته بتلك التي أنتمي إليها، فإنني أعرف فيه صدق العهد ومتانة الود والمحبة.
وباسمي شخصيا وباسم إمارة اترارزه أعرب عن أحر التعازي لأسرة الفقيد خاصة، ولكافة أطياف الشعب الموريتاني.
أسأل الله الكريم ان يشمله بواسع رحمته، ويتغمده بسابغ مغفرته، ويبارك في عقبه وعشيرته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كتبه أمير اترارزة أحمد سالم ولد احببب ولد إبراهيم السالم
الدار البيضاء، المملكة المغربية
يوم 2 سبتمبر 2024