“حياة في مرمى الزمن: بين الوفاء و حبس الروح في خيوط الماضي”
تانيد ميديا : في رحاب الزمن الذي ينسج فيه الإنسان حكاية حياته، يتقاطع الماضي كلوحة فنية تحمل ذكرياته ومشاكله، ومن بين هذه المشاكل يبرز الشخص الذي يظل مرتبطًا بأحدهم، حبيسًا لذكرياته مع شخص غابت روحه إلى عالم آخر.
يظهر هذا الارتباط بالماضي كأمرٍ غريب، يعكس تشابك الإنسان مع آثار الرحيل وصدمات الفراق.
نعم، الوفاء جميل ومن شيم الكرام، لكنه حينما يتحول إلى قيد يحبس الإنسان في سجن الماضي، يفقد الحياة معانيها ويتحول إلى مجرد سرد لأحداث لا تنتهي… الإنسان الذي يتمسك بذكرياته مع من فارقوه يكاد يعيش في حياة موازية، لا يستطيع فيها الاستمتاع بجمال اللحظات الحالية.
عدم التأثر بالأموات تأثرًا سلبيًا يشكل تحديًا، إذ يجب على الإنسان أن يكون قادرًا على تحمل أعباء الماضي دون أن يتخذها قيودًا… فالوفاء للأموات يُعبر عن امتنان الإنسان لتأثيرهم الإيجابي، ولكن يجب عليه أن يفهم أنه بفضل الحياة يمكنه تحقيق تطلعاته وأحلامه.
الحياة هبة من الله، وعلى الإنسان أن يستفيد منها بشكل كامل، مستندًا إلى العبر التي يقدمها الماضي دون أن يُقيد نفسه بسلاسل الحزن والشوق… فلو أراد الله أن يتوقف الإنسان عن حياته، لأخذ روحه وصار جزءًا من عداد الأموات.
على الإنسان أن يواصل رحلته بنفسه، لكي يحقق معنى الوجود ويكون مبدعًا في تركيبة حياته.
سيدي عثمان محمد صيكه