شركات عسكرية روسية خاضعة للعقوبات في معرض بالسعودية
تانيد ميديا : كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن سبع شركات روسية خاضعة للعقوبات الأميركية، بما في ذلك شركة تصنيع طائرات هليكوبتر عسكرية تستخدم في الحرب على أوكرانيا، ستزور السعودية الأسبوع المقبل، في إطار مهمة تجارية.
ومن المقرر أن تحضر هذه الفعالية، شركات تصنيع الأسلحة التي لها صلات مباشرة بالجيش الروسي، والشركات الحكومية المتورطة في غزو أوكرانيا، والوكالة المشرفة على محطة نووية أوكرانية في المناطق التي استولى عليها الجيش الروسي العام الماضي.
ومن المرجح أن يؤدي استعداد السعودية لتطوير علاقات تجارية مع الشركات الروسية التي فرضت عليها عقوبات من قبل الدول الغربية لدورها في غزو أوكرانيا “إلى مزيد من التوترات مع الولايات المتحدة” وفق تعبير الصحيفة.
وكان نائب وزير الصناعة والتجارة الروسي، أليكسي غروزديف، أشاد بهذا الحدث التجاري باعتباره الأول من نوعه.
وقال “تهدف زيارتنا التجارية إلى الرياض إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين روسيا والسعودية، واكتشاف فرص جديدة، وتبادل الأفكار، وإقامة شراكات طويلة الأمد”.
ومن بين أبرز تلك المؤسسات، الشركة المصنعة للطائرة المروحية Ka-52 Alligator التي أسقطت القوات الأوكرانية ما لا يقل عن 35 طائرة من منها.
إلى ذلك، من المقرر أن تشارك في هذه الفعاليات، شركة “كاماز” المصنعة للمركبات المدرعة التي تمت معاقبتها من قبل واشنطن لدورها في مساعدة المجهود الحربي الروسي.
وشوهدت شاحنات هذه الشركة في بيلاروس، شهر مارس من عام 2022 وهي تحمل صواريخ “إسكندر” التي يُزعم أنها أطلقت في الأيام الأولى من الغزو، كما تم الإبلاغ عن مركبات “تايفون” التابعة لها وهي تنقل جنودا روس عبر الأراضي الأوكرانية.
ولعل “أهم مشارك” في الاجتماعات مع السعوديين هو “Rostec” وهي شركة روسية للأنظمة الدفاعية والتكنولوجيا مملوكة للدولة، زودت موسكو بالأسلحة المستخدمة في غزو أوكرانيا، لا سيما أنظمة Solntsepyok، ومركبات Zemledeliye لزرع الألغام عن بعد وأنظمة إطلاق صواريخ مختلفة.
ووصفت وزارة الخزانة الأميركية شركة “روستك” بأنها “حجر الزاوية لقطاعات الدفاع والصناعة والتكنولوجيا والتصنيع في روسيا” في إشعار عقوبات نُشر في يونيو.
ومن بين الحاضرين أيضا شركة “روساتوم” للطاقة النووية الحكومية الروسية.
ووفقًا لمسؤولين وتقارير أوكرانية، سهلت “روساتوم” استيلاء الجيش الروسي على محطة الطاقة النووية زاباروجيا، العام الماضي، ومنذ ذلك الحين تولت إدارة المنشأة، بينما تنفي الشركة ذلك وتصفه بـ”المزاعم”.
وقال مصدر مطلع على أهداف الحدث التجاري السعودي إن المندوبين الروس يسعون لتأمين استثمارات مشتركة لمشاريع تجارية، والمساعدة في الحفاظ على أسعار النفط والغاز، وغير ذلك من أشكال الدعم الدبلوماسي.
وقال المصدر، الذي طلب من “الغارديان” عدم نشر اسمه، إن وزارة الاستثمار السعودية تدرس إمكانية فتح مكتب في موسكو، وأن منتدى تجاريًا مشابهًا مع الشركات الصينية قد عُقد مؤخرًا، على الرغم من أن تلك الشركات لم تشمل الشركات التي لها صلات باللجيش الصيني.
وقال المصدر “ما هو مختلف هنا، هو إعادة توجيه رئيسية للسياسة السعودية تجاه روسيا والصين، بعيدا عن الولايات المتحدة وأوروبا الغربية”.
وخلقت علاقة الرياض مع موسكو توترات مع واشنطن.
ففي العام الماضي، انحازت المملكة إلى جانب روسيا ضد المصالح الأميركية عندما قررت خفض إنتاج النفط قبل فترة وجيزة من الانتخابات النصفية في الولاياات المتحدة، ما أغضب الرئيس الأميركي، جو بايدن.
وردا على سؤال حول الاجتماع التجاري السعودي الروسي المزمع، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة ستواصل التركيز على “ضمان تطبيق عقوباتنا وضوابط التصدير بشكل صحيح”.
وقال كذلك، “نشجع البلدان والشركات على بذل مزيد من العناية والامتناع عن إجراء معاملات مع الأشخاص الخاضعين للعقوبات لتجنب التعرض للعقوبات”.
ولم ترد وزارة الخزانة الأميركية على طلب للتعليق، أرسلته الصحيفة البريطانية.
ويسود غضبٌ بين الديمقراطيين والجمهوريين، تجاه الرياض، بما في ذلك بعض الذين قالوا إنهم قلقون من أن المملكة العربية السعودية قد تشارك التكنولوجيا الدفاعية الأميركية الحساسة مع حلفائها الروس.