بناء الدولة الإختلالات و العلاج….

تانيد ميديا :صحيح ان ادارة الدولة الموريتانية تحتاج لقدر كبير من المسؤولية بالعمل على إشاعة العدل والابتعاد عن المؤثرات الإجتماعية, ومحاربة استغلال المناصب لأغراض شخصية,واستفادة المحيط القريب من الموظفين على حساب باقي أفراد المجتمع..
هناك عدة اختلالات عميقة يجب أن يتم علاجها أو علاج بعضها على الأقل, لأن سقف المطالب في العدالة يظل متوسطا, لأنها تظل دائما ناقصة بالعمل البشري,ولكن بالمقابل نحتاج لمجتمع متفهم, ويدرك ان العقلانية في علاج الأمور خير وسيلة لتحقيق النتائج الايجابية.
الجرأة على استدعاء الشرائحية والقبلية والعرقية وكل أنماط المصطلحات العنصرية لا تخدم المجتمعات,خاصة منها تلك التي تعاني من هشاشة البنية الأمنية والسياسية,وتنتشر فيها الأنظمة الاجتماعية التقليدية,ولا تتوفر بها مؤسسات المجتمع المدني, ولا تعرف الاستقرار السياسي, ولا توجد بها أحزاب يتم الانتماء لها لاسباب موضوعية تعتمد على الفكر والبرامج, ولها تاريخ عريق بالممارسة السياسية.
هذه المجتمعات اذا ما انفك عقد النظام فيها -الذي تمثله الدولة- لن تقوم لها قائمة,ومن الصعب تدارك إعادة بناء الدولة من جديد, وهناك أمثلة كثيرة لمثل هذه المجتمعات بالدول التي فشلت بعد انهيار الأنظمة التي كانت قائمة بها.
لا توجد دولة بالعالم الا وبها نوع من الانقسام الاجتماعي, قد يكون حادا وقد يكون بسيطا,ولكن تناول الأمر يظل محصورا,ولا يتم التعاطي معه بهذه الحدة كما هو الحال بموريتانيا,فقد سيطر على العقل الجماعي بشكل كامل.
لقد حصلت محاولات انقلابية بدولة جارة بالسبعينات, وقد كان وراء المحاولات ضباط من عرقية معينة,وتم تناول الموضوع على استحياء في نطاقات محدودة,ولم يقم النظام بوصف المحاولة على أنها بدوافع عرقية,ولم يتناول أهالي من تم إعدامهم, وأولئك الناجون من العذاب بالسجون ذلك الأمر على أنه استهداف لعرق أو جهة ما ,وهذه نقطة إيجابية تحسب للطرفين,لأن مثل هذه المصطلحات وتداولها بمجتمعات تخطو خطواتها الأولى بتكوين دولة حديثة سيؤثر على العقل الجماعي, والعامي منه على وجه الخصوص,ويسمم الأجواء بشكل عام .
ارجو ان يتم سن قوانين تمنع تداول هذه المصطلحات ,خاصة بالمنابر العامة,لأنها تهدد المجتمع والدولة, وتقوض اي امل بوجود دولة بالمستقبل,لأننا ندرك أن ما هو موجود الآن يصلح لأن يكون نواة دولة, ولكنه يحتاج للوقت لكي ينضج,ولن يحصل ذلك الا بالصبر والاستقرار والتدرج.

ماء العينين أحمد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى