مهلا أيهاالشنقيطي زباوك الصحابة بقلم :القاضي :سيدمحمد ولدمحمد الامين ولدباب

تانيد ميديا: مهلا أيهاالشنقيطي زباك الصحابة

بقلم :القاضي :سيدمحمد ولدمحمد الامين ولدباب

بسم الله الرحمن الرحيم ،والصلاة والسلام علي النبي الامين ،وبعد :ففي الوقت الذي يتكشف فيه الشنقيطي يومابعد يوم، ويظهرعلي حقيقته ،أتذكر صدق ما قاله الامامان :أبوزرعة ومالك رحمهما الله حيث قال أبو زرعة رحمه الله تعالى: “إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا؛ ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أَولى، وهم زنادقة”.
وقال مالك بن أنس رحمه الله تعالى: “إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه؛ حتى يقال: رجل سوء، ولو كان رجلًا صالحًا لكان أصحابه صالحين”.فبعد أن فتح هذاالرجل الباب علي مصراعيه لتحليل ماقع بين الصحابة حتي تساوت فيهم أهل لكريع ،خلافا لماانعقد عليه الاجماع من الكف عماشجربينهم ،بدأيظهر علي حقيقته
(زباوه الصحابة)
فأنكرحدالردة وهويعلم أن العلماء مجمعون علي قتل المرتد إنما اختلفوافي استتابته ،
قال الإمام النووي الشافعي في “ شرح مسلم “ (12 / 208) : “ وَقَدْ أَجْمَعُوا عَلَى قَتْله … “ .ا.هـ. وقال ابن القطان في “ الإقناع “ (2 / 271) : “ وأجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم على أن الكافر إذا قال : “ أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن كل ما جاء به حق، وأتبرأ من كل دين خالف الإسلام، وهو بالغ صحيح يعقل أنه مسلم، فإن رجع بعد ذلك فأظهر الكفر كان مرتداً يجب عليه ما يجب على المرتد “ .ا.هـ.
وقال ابنُ قدامة الحنبلي في “ المغني “ (10 / 74) : “ وَأَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى وُجُوبِ قَتْلِ الْمُرْتَدِّ . وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَمُعَاذٍ، وَأَبِي مُوسَى، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَخَالِدٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَلَمْ يُنْكَرْ ذَلِكَ، فَكَانَ إجْمَاعًا “ .ا.هـ.
وقال الصنعاني في “ سبل السلام “ عند شرحه لحديث ابن عباس : “ من بدل دينه فاقتلوه “ : “ الْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ قَتْلِ مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ كَمَا تَقَدَّمَ، وَهُوَ عَامٌّ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ وَالْأَوَّلُ إجْمَاعٌ . وَفِي الثَّانِي خِلَافٌ . ذَهَبَ الْجُمْهُورُ إلَى أَنَّهَا تُقْتَلُ الْمَرْأَةُ الْمُرْتَدَّةُ ؛ لِأَنَّ كَلِمَةَ “ مَنْ “ هُنَا تَعُمُّ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى … “ .ا.هـ.

وقول بعض الاحناف بعدم قتل المرتدة قالوه بناءاعلي أن عموم من بدل دينه لايشمل الانثي وهو ضعيف قال في المراقي
وماشمول من للانثي جنف
وفي شبيه المسلمين اختلفوا

ثم بعدذلك أنكر حد الرجم الذي وردت فيه عشرات الاحاديث الصحيحة ، وتواترت الامة علي الحكم به ،وأجمعت علي ذلك إلاالخوارج وبعض المعتزلة،

قال القرطبي في المفهم (7/216): إذا زنى المحصن وجب الرَّجم بإجماع المسلمين ، ولا التفات لانكار الخوارجِ والنّظَّامِ، الرَّجْمَ ؛ إمَّا لأنهم ليسوا بمسلمين عند من يكفِّرهم ، وإما لأنَّهم لا يعتد بخلافهم ؛ لظهور بدعتهم وفسقهم على ما قرَّرنا في الأصول.

ونقله النووي عند حديث (3199)
ونقله ابن عبد البر في الاستذكار (7/478)ونقله ابن المنذر في كتابه الإجماع (112).
و ابن بطال في شرح البخاري (8/431)و ابن حزم في المحلى (11/231).و ابن قدامة في المغني (9/35) .

بل نقل بعضهم الاجماع علي كفر منكريه ،قال القاضي عياض رحمه الله في الشفا (2/238): وكذلك وقع الإجماع على تكفير كل من دافع نص الكتاب، أو خص حديثاً مجمعاً على نقله مقطوعاً به، مجمعاً على حمله على ظاهره ، كتكفير الخوارج بإبطال الرجم.

وقال ابن حزم في طوق الحمامة (287) وقد أجمع المسلمون إجماعاً لا ينقضه إلا ملحد أن الزاني المحصن عليه الرجم حتى يموت.

وقال الزجاج في معاني القرآن (2/178): وقوله: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ أي من زعم أن حكماً من أحكام اللَّه التي أتَتْ بها الأنبياءُ عليهم السلام باطل فهو كافر، أجمعت الفقهاءَ أن من قال إِن المحصَنَين لا يجب أن يرجما إذا زنيا وكانا حُرَّين كافِرٌ، وإنما كفر من رد حكماً من أَحكام النبي ﷺ لأنه مكذِبٌ له، ومن كذب النبي فهو كافر. اهـ
وكذا قال الأزهري في تهذيب اللغة (10/112).

وكذا قال النحاس في معاني القرآن (2/315): وقد أجمعت الفقهاء على أنه من قال لا يجب الرجم على من زنى وهو محصن أنه كافر.

ومن التناقض الغريب دفاعه عن الترابي، وفي الوقت نفسه تشدده علي الصحابة والحكم عليهم بأحكام قاسية ؛ فقد نشرمقالا قديما رد عليه الاخ عبدالله ولد الشيباني قارن فيه بين معاوية ابن أبي سفيان وحسني مبارك ومن معهءانذاك من حكام العرب ،أية وقاحة وجرأة هذه ياعباد الله ؟
ومن التناقض الغريب حكمه بالنار للبوطي رغم علمه واسلامه علي الاقل، -ولست أوافق البوطي إطلاقا في موقفه -وتوقف في مصير كافرة كفرت بالله عناداواستكبارابعد ما بلغت بالاسلام وأقيمت عليه الحجة لالشيء إلالأنهاتدعم قضية فلسطين ، وأنها عاملة في الجزيرة ،وكأن الكفر والايمان لا اعتبار لهما في الحكم علي الاشخاص ،وتدوينته التي ساقها أمس لم تات من فراغ، بل يهدف الرجل من خلالها للاسف الي القول بوحدةالاديان ،وأنها أديان مقبولة عندالله ،وأن كل معتنقيها في المشيئة لأن الحكم الذي لم يصرح به وألمح إليه هوالحكم في المسلمين فلايقطع لأي منهم بجنةولانار ،أماالكفار فمصيرهم في النار ،

وقد حاول هذاالرجل المراوغة بالتترُّس وراء قول عيسى عليه السلام : “إن تعذّبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم”
ولالبس فيها لمن ليس في قلبه
نفاق ،وتناسي هذاالمفكر أن مااستشكله من أن عيسى طلب المغفرة للنصاري الذين عبدوه لأنه قال: وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ والله- تعالى- لا يغفر أن يشرك به؟قد أجاب عنه المفسرون ومنهم الإمام القرطبي بقوله: قول عيسى وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ قاله على وجه الاستعطاف لهم، والرأفة بهم، كما يستعطف السيد لعبده، ولهذا لم يقل: فإنهم عصوك.
وقيل قاله على وجه التسليم لأمره، والاستجارة من عذابه، وهو يعلم أنه لا يغفر لكافر وقيل.
الهاء والميم في إِنْ تُعَذِّبْهُمْ لمن مات منهم على الكفر.
والهاء والميم في قوله: وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ لمن تاب منهم قبل الموت.
وهذا وجه حسن» .
وهذا الوجه الاخير الذي ذكره القرطبي قد اكتفى به بعض المفسرين فقال: قوله:إِنْ تُعَذِّبْهُمْ أى: من أقام على الكفر منهم فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وأنت مالكهم تتصرف فيهم كيف شئت لا اعتراض عليك وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ أى: لمن آمن منهم فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الغالب على أمره الْحَكِيمُ في صنعه .
وهب أن الآية محتملة فيجب عندئذ رد فهمها إلى محكم القرآن وصريحه ،

ألم يقرأقوله تعالي :
( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون).؟

وماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، ولا يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ” رواه مسلم،؟
ألم يقرأ هذاالمفكر أن اليهود والنصارى والمشركين وغيرهم من أنواع الكفرة من مات منهم ولم يدخل في الاسلام فهو من أهل النار؟قال الله تعالى : (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البريئة )

ألم يقرأ هذا المفكر أن عيسى عليه السلام نفسه قال: أن من أشرك بالله فإن الله حرم عليه الجنة قال الله:(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ).؟
وأي شرك أعظم من شرك المسيحيين اليوم الذين يومنون بعقيدة التثليث قال تعالي (لقدكفرالذين قالوا إن الله ثالث ثلثة )
وتناسي هذاالمفكر أن الله حكم بالعذاب لمن فرق بين رسله فامن ببعض وكفرببعض،ألم يكفرالمسيحيون جميعابنبينامحمد عليه الصلاةوالسلام ؟

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا . أُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا . وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُولَٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [النساء:150- 152]. قال ابن كثير: “يتوعد تبارك وتعالى الكافرين به وبرسله من اليهود والنصارى حيث فرّقوا بين الله ورسله في الإيمان؛ فآمنوا ببعض الأنبياء وكفروا ببعض بمجرد التشهي والعادة وما ألفوا عليه آباءهم لا عن دليل قادهم إلى ذلك، فإنه لا سبيل لهم إلى ذلك بل بمجرد الهوى والعصبية، فاليهود عليهم لعائن الله آمنوا بالأنبياء إلا عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام، والنصارى آمنوا بالأنبياء وكفروا بخاتمهم وأشرفهم محمد صلى الله عليه وسلم،

ألم يقرأما قال تعالى عن محمد صلى الله عليه وسلم: {وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا} [الفتح:13]. 7- قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعْمَلُونَ} [آل عمران:98]. 8- قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [النساء:47]. قال ابن كثير: “يقول تعالى آمراً أهل الكتاب بالإيمان بما نزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب العظيم الذي فيه تصديق الأخبار التي بأيديهم من البشارات ومتهددًا لهم إن لم يفعلوا”. و قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء:136]. فمن كفر برسول واحد فقد ضل ضلالاً بعيدًا. و قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} .

ألم يقرأماورد في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث يوم القيام: «ثم يؤتى بجهنم تعرض كأنه السراب فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد عزير ابن الله فيقال: كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ قالوا: نريد أن تسقينا، فيقال: اشربوا فيتساقطون في جهنم، ثم يقال للنصارى: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ فيقولون: نريد أن تسقينا، فيقال لهم: اشربوا فيتساقطون…» وذكر الحديث. ؟

ألم يقرأهذاالمفكر ما حكى القرآن عن عيسى عليه السلام نفسِه و تصريحه بتحريم الجنة علي من كفرمن المسيحيين ؟قال : “لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ، وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربَّكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار …”
ألايعلم أن صفة الكفر والشرك على أهل الكتاب من اليهود والنصارى
منطبقة علي مسيحي زماننا الذين يشكك البعض في كفرهم قال الله تعالى في سورة “براءة” : “وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبلُ قاتلهم الله أنى يؤفكون اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيحَ ابنَ مريم وما أُمِروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عمّا يشركون يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يُتِمَّ نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون” .
ألم يقرأ سورة البينة ، وما فيها من الحكم عليهم بالكفر وبدخول النار ، ففي أولها : “لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيَهم البينة” وفي آخرها : “إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شرّ البرية” …

ألم يقرأ قول الله سبحانه : “والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي …”

ألايعرف هذاالمفكرخريج معهد ابن عباس أن المسلمين قد أجمعوا على كفر اليهود والنصارى؟ قال ابن حزم في (مراتب الإجماع:ص119): “واتفقوا على تسمية اليهود والنصارى كفارًا”، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (12/496): “قد ثبت في الكتاب والسنة والإجماع أن من بلغته رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يؤمن به فهو كافر لا يقبل منه الاعتذار بالاجتهاد لظهور أدلة الرسالة وأعلام النبوة”، وقال (12/499): “نعلم أن خلقًا لا يعاقبون في الدنيا مع أنهم كفار في الآخرة مثل أهل الذمة والمقرين بالجزية على كفرهم”، وقال (35/201): “إن اليهود والنصارى كفار كفرًا معلومًا بالاضطرار من دين الإسلام”. ولقد نقل القاضي عياض رحمه الله تعالى الإجماع على كفر من لم يكفر الكافر، وذلك عند كلامه عن تكفير من صوب أقوال المجتهدين في أصول الدين حيث قال: “وقائل هذا كله كافر بالإجماع على كفر من لم يكفر أحداً من النصارى واليهود، وكل من فارق دين المسلمين أو وقف في تكفيرهم أو شك” (الشفا، 2/603). وقال أيضًا (2/610): “… ولهذا نكفر من دان بغير ملة المسلمين من الملل، أو وقف فيهم، أو شك، أو صحح مذهبهم، وإن أظهر مع ذلك الإسلام، واعتقده، واعتقد إبطال كل مذهب سواه، فهو كافر بإظهار ما أظهره من خلاف ذلك”. وقال الحجاوي رحمه الله تعالى: “من لم يكفر من دان بغير الإسلام كالنصارى، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم فهو كافر” (كشاف القناع،6/170). وذكر الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من نواقض الإسلام: “الثالث: من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم، كفر”. وقال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعال: “فإن كان شاكًا في كفرهم أو جاهلاً بكفرهم بينت له الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على كفرهم، فإن شك بعد ذلك وتردد فإنه كافر بإجماع العلماء على أن من شك في كفر الكفار فهو كافر”. (رسالة أوثق عرى الإيمان، ص 61).
لأن من لم يُكفر اليهود والنصارى مكذب بما جاء في القرآن والسنة من التصريح بكفرهم، قال الله تعالى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ الآيات من سورة آل عمران، وقال: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} الآيات من سورة المائدة، وقال: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} الآيات من سورة المائدة، وقال تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} الآيات من سورة البينة، وقال: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة:29]، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.

والله تعالي أعلم وأحكم وصلي الله علي محمد وءاله .
القاضي :سيدمحمد ولد محمدالامين ولدباب ١٦ ٥ ٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى