رأس كتابة أو كتابات أخرى عن وزارة الخارجية …
منعتني عدة انشغالات من الكتابة عن التعديل الوزاري الاخير . فقد جرت العادة مذ إنشاء هذه الصفحة أن لا اترك حدثا كهذا يمر دون تعليق و لو بشطر تدوينة. و من تلك العادة أنني اغتنم مناسبة التعديلات الوزارية .لتهنئة الداخلين في الحكومة و للتعاطف مع الخارجين منها و ذلك على الأقل بوصفي وزير سابق عرف” فرحة ” التكليف بالوظيفة الوزارية و محنة الإعفاء منها ..وقد اتجاوز احيانا و اجب التضامن و ربما واجب التحفظ لاعلق على الحدث بشهادة في حق وزير أو بمعلومات عن وزارة بحكم تجربتي في جهاز الدولة…و كتبت في هذا الموضوع سلسلة منشورات تحت؛عنوان ” رحلة في الوظيفة العمومية ” . ومن الطبيعي أن يكون لتجربتي، في قطاع الخارجية الذي دخلته من باب العمل السياسي كوزير مقرب من الشمس قبل أن أعود اليه كموظف محجوب بظل الوزراء، .النصيب الاوفر في كتاباتي عن ماض من الزمان و ات .( باذن الله ) .
يمكن القول بأنني مذ عودتي سنة 2014 إلى وزارة الخارجية بطلب استعارة رسمي منها عملت تحت إمرة سبع وزراء ( من بينهم وزرتين منتدتبتين ) و قد تعاملت معهم رغم علاقات الصداقة و الاخوة التي تربطني بهم من موقف الموظف المأمور و للامانة تلقيت منهم جميعا فائق الاحترام والتقدير و قد دأبت على إبداء رأيي أو نصيحتي تلبية لطلباتهم و لم اطلب منهم جزاءا و لا تعيينا.
كان اول من طلبت منه شيئا من هذا القبيل هو معالي الوزير اسماعيل ولد الشيخ أحمد لما شرحت له وضعيتي الإدارية و عبرت له عن رغبتي في تحويلي من منصب مدير إلى منصب مستشار أو مكلف بمهمة اذا كانت الوزارة ترغب في خدمتي …و بعد أن اطلع على عرض قدمته له حول ” سلك المحاضرات ” الذي كنت اشرف عليه بتكليف من معالي،الوزير السابق اسلكو بن ازيد بيه…قال لي هذا مهم إذن ساعينك في منصب مستشار و ساساعدك على إنجاز دراسة بتمويل اممي لانشاء، مركز دراسات و استشراف تابع للوزارة فكان الامر كذلك..
و هكذا سيظل ذلك المشروع الذي تبناه السيد الرئيس في برنامجه الانتخابي عبر الوعد بإنشاء أكاديمية ديبلوماسية أكبر إنجاز ( لم يكتمل بعد ) في تاريخ وزارة الخارجية و سيكون أيضا أهم انحاز تم تحقيقه خدمة لمستقبل الديبلوماسية المورتانينة و هو بحد ذات راس،كتابة.
كما أن فترة معالي الوزير اسماعيل ولد الشيخ أحمد ستكون راس، كتابات آخرى نتيجة لطولها النسبي فمذ عهد المرحوم حمدي ولد مكناس عرف عن وزارة الخارجية بأنها بمنزلة الكرسي الكهربائي الذي لا يستقر فيه صاحبه .. لقد جمع الوزير اسماعيل ببن رئيسين و حصلت ابان توليه حقيبة الخارجية أمور كثيرة يضيق المقام عن ذكرها و قد يكون من الأنسب تركها للمذكرات…
اذكر منها في سياق عملي كمعاون له محاولات إصلاح تذكر و تشكر منها تعديل هيكلة الوزارة بغية تكيفها مع تطور العمل الدبلوماسي و تمشيا مع ضرورة تسيير الموريتانيين في الخارج و منها محاولة تعديل النصوص المتعلقة بجواز السفر الديبلوماسي لكي يستفيد منه الأطر الموريتانيين العاملين في المنظمات الدولية… و منها ازدواجية الجنسية الذي يشكل أيضا راس كتابة اخري و الذي كان إعداده مناسبة التقيت فيها من جديد في مساري المهني بصديقي معالي و زير الداخلية السابق وزير الخارجية الجديد االاستاذ، الجامعي محمد سالم و لد مرزوك…
لي مع الوزير الجديد قصة قديمة قوامها حلم مشترك و نضال من اجل التقدم و الانعتاق السياسي للشعب الموريتاني… و ذلك رأس كتابة أخرى.
و معلوم أن ذلك النضال صار بمثابة تهمة لا تزول بالسحر أو ما يعرف شعبيا ب ” اساغ السل” .حيث أن البعض يعتقد أن حركة الكادحين ما زالت تنظيما يواصل التنسيق ضمن خلايا سرية.
و الواقع أنه تاريخ سياسي مضى و أتشرف شخصيا بالانتماء اليه في عهد الشباب كما أتشرف بصداقة الوزير الجديد الذي عرفته مهنيا بعد أن عرفته سياسيا في عدة مناسبات .
و قد عرفت فيه مهنيا جدية ملحوظة في دراسة الملفات و في نقاش خلفياتها بمنطق الخبير مع الشركاء و الخبراء و بجراءة في إبداء رأيه و بحماس في الدفاع عن مواقفه و أفكاره… و ذلك ما عبر عنه بمناسبة استلام المهام بقوله انه لا يندفع في قضية الا ذا كان مقتنعا باهميتها.
و انطلاقا من معرفة تلك الخلفية النضالية حتى لا اقول القتالية التي تسكنه مذ عهد الشباب فانني و اثق بأن خبرته و تجربته الغنية وطنيا و دوليا ستأتي أن شاء الله بإضافة نوعية لوزارة الشؤون الخارجية …
و بالطبع ساتعامل معه رغم علاقة الصداقة من موقف الموظف المعار و المستشار المؤتمن الذي يطلب منه عند الاستشارة ان يقول ما يراه الحقيقة كل الحقيقة لا شيء سوى الحقيقة..
عبد القادر ولد محمد