كرموا وفد الأشقاء في مالي/ سيدي علي بلعمش
ما يحدث اليوم في مالي ، تحول تاريخي أكبر بكثير مما نتصور.
لقد آن لدويلة فرنسا الاستعمارية، العنصرية ، الاستبدادية ، التي حولت دول غرب إفريقيا إلى عبيد للخزينة الفرنسية ، عن طريق اللعينة فرانس – آفريك و بوقها المشروخ، منظمة الفرنكوفونية، أن ترحل مطرودة ، ذليلة ، تجر عار هزيمتها و حقارتها، كما تستحق بالضبط..
لقد شرَّفَنا اليوم هذا الوفد المالي الرفيع ، بقدومه إلينا بعد مؤامرة الإيكواس عليه ، إرضاء لفرنسا و تنفيذا لمشروع تدميرها و تحكمها في بلداننا ، التي عانت أزيد من نصف قرن من استعمارها المباشر و أزيد من نصف آخر من غير المباشر ، ظلت فيها المغذي الأوحد لكل الحروب الأهلية و البينية و الحامية حصريا لكل الانقلابات العسكرية و الفوضى الداخلية..
على موريتانيا اليوم – لكي تلعب دورها التاريخي بفخر و اعتزاز – أن توقع من دون شرط و لا قيد ، على كل ما يطلبه الوفد المالي ، بلا تردد و لا منة و أن تصرخ عاليا باستجابتها لكل ما تطلبه جمهورية مالي الشقيقة كواجب وطني ، انطلاقا من مبادئ الحرية و الكرامة و الأخوة و الجيرة..
و على بلادنا أن تستعد لطرد سفارة فرنسا ، إذا فكرت في الاعتداء على شعب مالي الشقيق ، عن طريق الإيكواس و أن تعلنها عاليا لتقود توجهات شعوب المنطقة الواعية اليوم لكل ما تسببه دويلة فرنسا من مآسي للمنطقة ، دون أقل قدر من إحساس بالذنب.
كل المواقف الخالدة عبر التاريخ ، كانت صعبة لكن من قتلهم الجبن ظلوا أضعاف من قتلتهم الشجاعة؛
فلتكن بلادنا اليوم على موعد مع التاريخ و لتفكر في واجبها الديني و الوطني و الأخلاقي ، اتجاه أكثر بلد عداء للمسلمين و العرب و الأفارقة.. و أكثر بلد امتهانا للعبودية و احتقارا للكرامة الإنسانية..