تانيد ميديا : سأل الأستاذ حبيب بن أحمد في صفحته في “فيس بوك” بداية شهر يونيه الماضي عن قائل الأبيات التالية:
قد أيقظت دمن قفر مرابعـــــــــها ** تليد ماضي الهوى ونائم الشجن
يا عين جودي بما قد كنت صائنة ** من الدموع على تذكار ذي الدمن
هـــــــذى منازلنا وذي مـــنازلنا ** وتي منازلنا في سالف الزمــــــن
العينَ فالنّـــيرَ فانجيْلاَنَ يا عجبًا ** صــارت مراتع أهل البحر والســفن.
إنه مْحمد بن الطلبه الأبّاتي (بتفخيم الباء) الذي عاش في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حتى رأى موطنه محتلا من الفرنسيين (أهل البحر والسفن) الذين كانوا يحمون معظمه في الخريف والشتاء، لخصوبة مراعيه، وقربه من سبخة “أشاميم” من أجل “إبل المخزن” كما كان يقال.
والمنطقة هذه تقع في أقصى جنوب آدرار في “ظلعة الشعرانية” على ضفة منخفض “الخط” الفاصل بين آدرار وﺘﮕﺎنت، التي ينتمي إليها الشاعر.
وما يزال الناس يرددون أشعار مْحمد لما لها من طلاوة، ورومانسية، حيث وجدت له قطعة لدى محمد بن سيدي بابا في الرشيد، الذي كان موطنا لأهل أبات المشهورين بعلمهم وتقواهم، والذين كانوا يملكون فيه حدائق نخيل غناء، إضافة إلى موطنهم الرئيسي شرقي التامورت.
تناءت بك الأيــــــــــــام أي تناءِ ** وأثْوتك أرضٌ غـير ذات ثـــــــواءِ
تجاوزتُ أمَّ البيض والقلبَ بعدها ** وخلـَّــفتُ مَقْطيرَ العــريضَ وَرائي
وأصبــــحتُ راجيا لِوادَانَ أَوْبــةً ** وَوَادانُ عندي كــــــان أرضَ جَلاء
ألا ليت شــــعري هل أبِيتن ليــلةً ** بخيْرانَ إذ هَضْــــبُ الظِّباء حَذائي
وهل تريَنْ عـــــيني لأﮔْشَــطّ مَرةً ** وفي رَمْــل ﻟَﻌﮕﺎلِيَّ كان شــــفائي
بلاد بها قَطّعتُ نَــــظْم تَمائمـــي ** وجـــــــــرّرْتُ فيها للشـباب رِدَائي
لياليَ يدعوني الهوى فأُجيـــــبه ** وحيث له أدعـــــــــو أجاب دُعائي.