حذار من تقليل خطورة كورونا.. التبسيط قتَّال
أما في فرنسا –كما تقول الصحيفة- فلم يصدر أي إعلان سياسي في هذا الاتجاه، ولم يقل أحد إن ما تم أكثر من اللازم، ولم يطالب أحد بالسرعة في استئناف الحياة الطبيعية، بل إن هناك نقاشا حول فتح الشواطئ والمقاهي لا أكثر.
ومن بين الشخصيات الشهيرة، كان البروفيسور الفرنسي ديدييه راوول صاحب تجربة علاج كورونا بعقار كلوروكين، الذي قلل من شأن الوباء في 27 فبراير/شباط الماضي، وقال إن الفيروس ينبغي أن يختفي في الربيع، وقارن عدد ضحاياه بعدد حوادث الدراجات البخارية.
قراءة حمقاء
ورأت الصحيفة أنه من المفارقة المثيرة للدهشة والمفاجأة ألا نسمع أن اقتصاديا مثل الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” إيلون ماسك فتح مصنعه في كاليفورنيا بشكل غير قانوني، ضاربا عرض الحائط بلوائح المقاطعة، وفي المقابل أن يأخذ المثقفون القلم في هذه الأيام للحكم على اختيار الحجر الصحي بأنه سخيف، ولفرض إنهائه بسرعة واستبعاد العودة إليه نهائيا.
والحجة بالنسبة لهؤلاء المثقفين أن الوباء لم يقتل سوى ثلاثمئة ألف شخص في جميع أنحاء العالم في الوقت الحالي، وهو أقل مما تفتك به إنفلونزا الشتاء التقليدية، في حين أن ضرره الاقتصادي هائل، مع ترك المفهوم بأن ضحاياه أيضا من كبار السن.
وهو ما علقت عليه الصحيفة بالقول إن هذه القراءة ليست جادة إن لم نقل إنها حمقاء، إذا لم نضع في الحسبان قيمة حياة كل فرد سواء كان صغيرا أو كبيرا، وذلك لثلاثة أسباب:
الأول أنه لولا الحجر لكان عدد الوفيات أعلى بكثير، أما الثاني فهو أن من يتحملون مسؤوليات إنسانية مباشرة يجب أن يكونوا أكثر حذرا من المحللين المذكورين أعلاه، وثالثا أن أحدث الحقائق والدراسات تستدعي الحذر.
ليس الأمر أحاديث صالونات
وختمت الصحيفة بأن ما يحير الخبراء هو أنهم يجدون صعوبة في توقع ما يمكن أن يحدث الآن؛ هل هو تباطؤ موسمي مع ارتفاع الحرارة؟ هل تدابير التباعد ستبقى فعالة أم يتوقف الالتزام بها؟
وفي تقديراتها الداخلية، تتوقع هيئات الدعم العمومي والمستشفيات في باريس معدل عدوى من 1.2 إلى 1.5، مما يعني عودة وبائية، إذا تم التحكم فيها قد تكون الأمور أفضل، وإلا فسيؤول الأمر إلى تفاقم شبيه بما وقع في مارس/آذار الماضي.
المصدر : ليزيكو