عن اللغة..هبوطها وسمعها – كتب الولي ولد سيدي هيبة
تانيد ميديا : تسموا اللغات بسمو أهلها وتهبط بانحدارهم. لا براءة لمفردات لغة عندما تحمل أنفاس أهلها الكريهة ولا اتهام يلصق بها إذا ترفع الناطقون بها وحملوها أسمى المعانى وأنبل المقاصد.
يشهد الأدب أي أدب انحطاطا عندما تغيب المنطلقات وتضعف القيم والمثل، وقد شهد الأدب العربي عصر انحطاط لافت اضمحلت إثره اللغة حتى باتت لا تطاق. وقد ظل الحال يدمر الوجدان العربي إلى أن حل عصر النهضة فكان ما كان من صراع بين الغث والسمين.
وأما المفردات فتحمل في الغالب معنيين، مقصود ومجاز وفي الاستثناء معنى ثالثا مواربا.
ولأن النفوس تخبث وتطهر فإن المفردات تحمل السمات المصاحبة.
في معركة الإيمان ضد الكفر تتضارب مفردات نفس اللغة باختلاف الفسطاطين ويتشبع ذات قاموسها من ذلك التعارض. كما أن معاني المفردات تختلف في تأنيثها وتذكيرها بحسب التقدير النفسي والعلاقاتي والشعور والمقاصدي للناطقين بها. ففي حين يؤنث العرب “الشمس” يذكرها الفرسيون “le soleil” وحين يذكر العرب “العدل” يؤنثه الفرسيون “la justice”. وينسحب الأمر على الأوصاف والنعوت وغير ذلك.
تمتلك كل لغة قاموسها وقواعدها التي تتصرف ضمن أدائها لحصول وقيام مسارات الناطقين بها على مختلف وجهاتها ومقاصدها النفسية والمادية.
وتشهد “الحسانية” – التي سجنت “العربية” في غنى قاموس “ميوعتها” وقوة جرأتها على التقلب في بحرها اللجي عند الحاجة – منذ أمد تكالب الأضداد في المعاني وتكاثر المفردات المواربة لأسباب متعددة منها غياب الدولة في السلوك والإيمان في القلوب والصدق في المعاملات.
كما وتحمل مفرداتها المعاني جميعها في آن واحد لكل استخدام تبرز الحاجة إليه في غياب أي رقيب معتمد.