امتحانات وطنية ونتائج جهوية؛ لماذا التباين في نسب النجاح بين الولايات؟
تانيد ميديا : 4 بالمائة فقط هي نسبة النجاح في مسابقة ختم الدروس الإعدادية في ولاية كيديماغه، فيما لم تتجاوز النسبة 6.5 بالمائة في ولاية كوركول و11.5 بالمائة في ولاية الحوض الشرقي. وفي المقابل بلغت نسبة النجاح في نفس المسابقة 49.97 بالمائة في نواكشوط الغربية ونسبة 39.81 بالمائة في نواكشوط الشمالية وكانت نسبة النجاح العامّة عند مستوى 27.02 بالمائة.
ولم يختلف الأمر بالنسبة لمسابقة دخول السنة الأولى من الإعدادية حيث كان هناك تفاوت كبير بين نسبة النجاح في ولاية الحوض الشرقي التي بلغت 27.88 بالمائة ونسبة النجاح في ولاية نواكشوط الغربية وهي 77.20 بالمائة.
ظاهرة يعزوها الأستاذ كليم الله أحمديّ المكوّن بمدرسة تكوين المعلِّمين بمدينة نواكشوط إلى أسباب عدّة أدّت إلى هذا التفاوت بين الولايات خاصّة تلك النائية منها.
صحيح أن مستوى جودة التعليم في موريتانيا تظل إحدى التحديات التي لم تتمكن الجهود المبذولة حتى الآن من التغلب عليها، فمستوى جودة التعليم الأساسي والثانوي ضعيفة، بحسب الشراكة العالمية من أجل التعليم في تقرير نُشر سنة 2019.
وقد وصل إلى نفس الخلاصة تقرير نشره البنك الدولي سنة 2020 وجاء فيها أن مسوحات وطنية ودولية أكّدت أنه لم يحصل هناك تقدُّم يذكر على مستوى تحسين جودة التعليم التي تظل أدنى من الملاحظ في البلدان الشبيهة بموريتانيا.
وهو ما يؤكد عليه الخبير في مجال التنمية الدكتور عبد الله اواه متحدثا عن مظاهر تدني المستويات التعليمية.
لكنّ الأمر يتفاقم أكثر؛ حين نتحدّث عن الولايات الداخلية التي تعاني من نقص كبير في البنى التحتية والمدرّسين وهو جعل صندوق الأمم المتحدة للطفولة يصف وضع التعليم في ولاية الحوض الشرقي بأنه “مقلق”، في تشخيص لوضع التعليم في الولاية نُشر سنة 2019.
ويتحدث الأستاذ كليم الله ولد أحمديّ والدكتور عبد الله ولد أوّاه عن الحلول التي يمكن اعتمادها لمواجهة ظاهرة تدني المستويات على المستوى الوطني والجهوي.
حلول ٌ ان وجدت طريقها للتطبيق ستتيح ليس فقط تحسين جودة التعليم في موريتانيا بل ستضمن كذلك المساواة في فرص التعليم امام جميع المواطنين في مختلف الولايات.