حتى يكسب حزبنا الرهان/د/محمد المختار سيدي محمد الهادي

يستند وضع المقاربات السياسية

واآلليات التنظيمية في برامج األحزاب

المعاصرة إلى ضرورات التقييم الموضوعي

لألداء، وتثمين أوجه القوة والنجاعة في

الفعل السياسي، وتصحيح المسارات

ومكامن الخلل حين تقتضي الضرورة،

ضمن السياقات التشاورية المعتادة،

وحدود الضوابط التنظيمية والعرفية التي

تحكم عمل الحزب وتنظم العالقة بين

هيئاته المختلفة وقواعده الشعبية.

وفي هذا السياق بالذات يكون لزاما على

حزبنا المناضل- وهو يعقد دورته العادية التاسعة للمجلس الوطني في مرحلة هامة

وحاسمة من تاري خ البالد ، وفي ظرف إقليمي ودولي بالغ التعقيد- أن يعمل جاهدا

وضع آلية ناجعة تمكنه من المتابعة الدقيقة للساحة السياسية الوطنية، والحضور

الفاعل والمؤثر في المشهد الوطني، من خالل تفعيل دور الهيئات الحزبية ومؤازرتها

وتقديم الدعم الالزم لها ، وتمكينها من جمع ومركزة واستغالل قواعد المعلومات

المفصلة، وتحيين هذه المعلومات بشكل دوري، وتوظيفها في األنشطة السياسية

والدعائية، وتعبئة الطاقات المعرفية للنخب الحزبية للمساهمة في إنتاج األفكار

والرؤى والتصورات التي تساعد في إنارة الرأي العام وتساهم في ترشيد القرارات

الحزبية، في الظروف العادية و في االستحقاقات االنتخابية و غيرها من المواسم

السياسية.

ويتنزل إعداد هذه الوثيقة، في سياق مرحلة هامة وحاسمة من تاري خ بالدنا المعاصر

تميزت بنجاعة ونجاح المشروع الوطني للسيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني”

تعهداتي”، الضامن لتوطيد الوحدة الوطنية، وتحقيق العدالة االجتماعية، وصيانة

الهوية الثقافية، وترسيخ الممارسة الديمقراطية، وتعزيز السلم األهلي، وتطبيع

المشهد السياسي، ومحاربة الفساد، وكسب الرهانات التنموية الكفيلة بوضع موريتانيا

في المكانة الالئقة بها في المحافل الدولية، وهو مشروع حظي بمباركة غالبية الشعب

الموريتاني، ونال استحسان أغلب أطياف المعارضة الوطنية، مما يتطلب من حزب

االتحاد من أجل الجمهورية، بوصفه الذراع السياسي للنظام، وأداة تأطير مشروعه

المجتمعي، مضاعفة الجهود لمواكبته وصون مكتسباته في أفق االستحقاقات

المرتقبة وما قد تسفر عنه من نتائج على المستويين السياسي والمؤسسي.

2

وتهدف هذه الورقة إلى دعم الجهود الصادقة التي تبذلها قيادة حزب االتحاد من أجل

الجمهورية في سعيها الدؤوب لتطوير أدائه السياسي والتنظيمي وتعزيز مكانته الريادية

في جميع االستحقاقات الوطنية بوصفه الظهير األمين للسيد الرئيس محمد ولد

الشيخ الغزواني، وذلك من خالل وضع رؤية واضحة ومتكاملة عن الخريطة السياسية

في عموم التراب الوطني، وتعميق البحث االستقصائي في ميدان العمل الحزبي،

ومتابعة الحراك االجتماعي اعتمادا على معطيات إحصائية دقيقة مستقاة من مصادر

ذات مصداقية، سبيال إلى اإلحاطة بالواقع السياسي بجميع تجلياته، وربط صالت

دائمة بالهيئات الحزبية على المستويين المركزي والجهوي، وعلى مستوى التنظيمات

الموازية من نقابات مهنية وطالبية وغيرها من أطياف المجتمع المدني.

كما تسعى هذه الورقة إلى المساهمة في ترسيخ الثقافة الحزبية والوالء للمبادئ،

واالستقامة في السلوك العام، والمهنية في أداء الواجب، واالنصياع لقرارات المراجع

العليا في الحزب، والقطيعة التامة مع الممارسات السابقة من قبيل الترشحات

المغاضبة وشراء الذمم وضعف الوالء، مع ال تأكيد على ضرورة اعتماد الحز ب أقصى

درجات الصرامة في هذا الصدد.

وحيث أن الرهانات االنتخابية هي إحدى أولويات الحزب فإن جميع االستحقاقات

ينبغي أن تدار بكل شفافية ومهنية ضمن رؤية عامة تراعي قيمنا وأخالقنا، وتستشعر

مكانتنا كحزب حاكم عليه مسؤولية تقديم نموذج يقتدى به في الممارسة

الديمقراطية، من خالل احترام إرادة الناخب، وتزكية المرشحين على أسس الوالء

والكفاءة والنزاهة والحنكة السياسية والوزن االنتخابي ومقتضيات المصلحة الوطنية.

ولتحقيق هذه األهداف ينبغي أن يباشر الحزب في:

 الشروع في إعداد دراسة استقصائية شاملة للساحة السياسية الوطنية؛

 تعميق الثقافة السياسية وتكوين الكوادر الحزبية؛

 صيانة وتعزيز المكاسب الديمقراطية وتكريس الحريات العامة؛

 تعزيز ثقافة الحوار وربط قنوات االتصال مع مختلف مكونات المجتمع المدني؛

 التفاعل العمودي مع هيئات الحزب ومناضليه ومناصريه؛

 التفاعل األفقي مع األحزاب السياسية في األ غلبية والمعارضة؛

 االستغالل األمثل ألرشيف البعثات الحزبية وتحيين مضامينه؛

 إعادة تحيين الخطاب السياسي وترتيب أولوياته طبقا لبرنامج “تعهداتي”؛

 تقييم ومراجعة النصوص الحزبية وتفعيل دور األمانات التنفيذية؛

 خلق إعالم حزبي ناضج قادر على تثمين االنجازات وصيانة المكتسبات؛

 التفاعل اإليجابي مع األحزاب السياسية وقادة الرأي في مختلف أنحاء العالم؛

 تعميق البحث في األزمات التي يعيشها العالم من حولنا من قبيل األوبئة

والحروب واإلرهاب والجريمة المنظمة، سعيا للمساهمة في إيجاد الحلول

المناسبة لها أو التخفيف من آثارها وارتداداتها المحلية.

آليات التنفيذ:

– تشرف رئاسة الحزب على رسم الخطوط العريضة لبلورة هذه المقاربة؛

2

وتهدف هذه الورقة إلى دعم الجهود الصادقة التي تبذلها قيادة حزب االتحاد من أجل

الجمهورية في سعيها الدؤوب لتطوير أدائه السياسي والتنظيمي وتعزيز مكانته الريادية

في جميع االستحقاقات الوطنية بوصفه الظهير األمين للسيد الرئيس محمد ولد

الشيخ الغزواني، وذلك من خالل وضع رؤية واضحة ومتكاملة عن الخريطة السياسية

في عموم التراب الوطني، وتعميق البحث االستقصائي في ميدان العمل الحزبي،

ومتابعة الحراك االجتماعي اعتمادا على معطيات إحصائية دقيقة مستقاة من مصادر

ذات مصداقية، سبيال إلى اإلحاطة بالواقع السياسي بجميع تجلياته، وربط صالت

دائمة بالهيئات الحزبية على المستويين المركزي والجهوي، وعلى مستوى التنظيمات

الموازية من نقابات مهنية وطالبية وغيرها من أطياف المجتمع المدني.

كما تسعى هذه الورقة إلى المساهمة في ترسيخ الثقافة الحزبية والوالء للمبادئ،

واالاستقامة في السلوك العام، والمهنية في أداء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى