الكاتبة “الدهماء” تعلق على أحداث 89 العرقية بين “البيظان” و “لكور” .. على ضوء كتاب ” Les sept cercles, Une odyssée noire “

تعليقا على أحداث 89 العرقية بين “البيظان” و “لكور” .. على ضوء كتاب ” Les sept cercles, Une odyssée noire ”
………………..
افْرَدَت المؤلفة “كاراتيني” حوالي 50 صفحة من أصل 400 من كتابها ليروي فيها ” موسى جيبي” رؤيته الشخصية للأحداث العرقية بين “البيظان و “لكور” سنة 1989م ، وقد اتَّهَم فيها ” الرامي” رئيس الجمهورية الأسبق و وزير داخليته والحاكم والجيش بفروعه و “البيظاني” و الجمَّال والحمَّال بتنظيم مجزرة ضد عرقيته، أُشفعت بالتهجير والترحيل والتجريد من الجنسية.
و من المُفارقات أن “موسى جيبي” نفسه – وحسب روايته – دخل الى موريتانيا من السنغال قادما من نيجيريا بعد أربعين سنة من الغياب بلا أوراق ثبوتية، وسافر الى نواكشوط بلا عوائق و بلا هوية، و استقبله مفوض الشرطة في “بوكَي” وأحاله للمدير العام للأمن الوطني في سلاسة، و ثُبِّتَتْ هويته بناء على تزكية بشهادة شاهد من أهله، وحصل و أطفاله النيجريين على جميع حقوقهم المدنية، ولم تصادر أرضه أو يهجَّر فرد من أسرته أو يقتل!.. كل الأحداث التي شهد بها في الكتاب كانت حواليه لا عليه!، بل كان سَيْرُ الأحداث لصالحه، و يُناقض تماما ما حَرص على توثيقه وتوصيله للقارئ الفرانكفوني من تمييز عنصري رسمي وشعبي، ويناقض ما حَرصت بدروها “كاراتيني” على اقحامه بقوة في “رواية- شهادة” كان هدفها المبدئي إعطاء تصوّر أحد “الرماة السود” عن الحقبة الاستعمارية!… و عمدت الى تقطيع الكتاب بأشعار حزينة ل “Bios Diallo “وصفتها بأنها: «أصداء حزينة لما تَعرَّض له “بيل موريتانيا” من عنف من 89-91م » لتتحول بذلك خاتمة الرواية إلى كشط جرح ما زال نازفا في وجدان أمة، وذرِّ الملح عليه بشهادة أحادية الطرف.
………………….
بعض التوضيحات لإنارة الجيل الذي لم يَشْهد أحداث 1989م العرقية.
…………………
1- المناخ العام لِمَا قبل الأحداث:
………………..
كان الجو الخفي بين البلدين في غاية التّوتّر، ففي الخلفية محاولة انقلاب من 50 عسكريا من “الهالبولار” سنة 1987م ،.. و اتهمت حينها موريتانيا جارتها بالتحضير النفسي الطويل والعنيد للسنغاليين على الكراهية من خلال التحريض الإعلامي على التاجر “البيظاني” ، “نَارُ كَنَارْ” البدوي ، مصّاص دماء الأسر السنغالية الكادحة، وسيطرة “البيظان” على تجارة السلع الضرورية ،.. و بتضخيم الأضرار البيئية النجمة عن انتجاع قطعان الإبل، وشيطنة قانون الإصلاح العقاري (المقرر 0005 ابريل 1984م) والذي و ضع حدًَّا لحق الملكية التقليدية المتوارثة بالأعراف لأسر سنغالية من “الهالبولار” للأراضي الزراعية في الضفة الموريتانية، وهو مشابه لنفس القانون الذي أصدرت السنغال بحق الأراضي الزراعية سنة 64م وجددته سنة 72م.
وقف السنغال كذلك وراء انشاء “قوات التحرير الإفريقية في موريتاني FLAM ” ذات البعد القومي الزنجي، وإعلان الوصاية وواجب الحماية للمواطنين الموريتانيين الزنوج بوصفها دولة “آبارتايد” (فحوى منشور وُزِّع في قمة الوحدة الإفريقية في آديس آبابا 1986م ، وكردة فعل فكَّكت الدولة محليا الجناح السياسي لحركة “أفلام” في سبتمبر من نفس السنة).
………………….
2- المناخ العام في السنغال
………………….
عرف السنغال أزمات حادة قبل الأحداث: تصعيدٌ عسكري في “كازاماس”، سنةٌ دراسية بيضاء 1988م، فوز انتخابي كاسح للحزب الديمقراطي السنغالي PDS المعارض على الحزب الاشتراكي الحاكم PS ، وسجن “عبد الله واد”، ثم مواجهات شعبية عنيفة و أحداث شغب، ثم اعلان حالة الطوارئ رفعت مع اطلاق سراح “عبد الله واد” 17 مايو 1988م،.. التصويت على قانون الخوصصة سنة 1987م نجم عنه تسريح آلاف العمال فأصبحوا تحت رحمة “شريان الحي” صاحب الحانوت “البيظاني” الذي يسيطر على 80٪ من نسبة التوزيع الصغير( Le Nouvel Observateur. ابريل 89م)
في وقت لاحق أيضا ستتهم موريتانيا جارتها بمحاولة احتكار مياه النهر وخديعتها بإحياء مشروع الأحواض الناضبة… و أزمة تفاهم أخرى حول خط نقل الكهرباء بالجهد العالي الذي تمسكت موريتانيا بحقها في عبوره أولا من أراضيها.
كما حصلت اعتداءات متفرقة ضد 6 تجار موريتانيين من 24 فبراير – 25 يوليو 1988م، أدت الى موتهم.
…………………
3- الرواية الموريتانية الرسمية لأحداث 1989م ،.. التسلسل الزمني للأحداث.
…………………
اتَّهمت موريتانيا رسميا السنغال بإذكاء أعمال عنف بخلفية عنصرية ضد مواطنيها وبالتحضير المسبق لذلك؛
فقد عقد اجتماع سنة 1987م في المنزل العائلي للوزير “الشيخ حاميدو كان” ب “تييس” حضرته شخصيات من ضمنها “الشيخ منتقى تال” الذي يتزعَّم لوبي ضغط من “الهالبولار” الموريتانيين، و الذي ورد ذكره مرات على لسان الرامي “موسى جيبي” كشخصية “هالبولارية” محورية في تناوله للأحداث العرقية لسنة 1989م، وقد خُصِّصت سنة 1988م للتعبئة المُمنهجة ضد موريتانيا.. ففي 3 ابريل 1988م استقبل الرئيس السنغالي “عبدو ديوف” وفدا من المنحدرين من منطقة الضفة برئاسة نفس الشخص “منقى تال”، وفي 18 يونيو انعقد اجتماع آخر قرب ضريح “سيدو نورو تال” بمبادرة من “منتقى تال” أيضا أُعلنتْ فيه التعبئة العامة ضد الدولة و انبثق عنه إنشاء “لجان اليقظة والدفاع الذاتي” التي ستكون فيما بعد رأس الحربة في أزمة ابريل89م.
– في فاتح يناير من 89م حَرَّمتْ السنغال من جانب واحد دخول السّلع الموريتانية متجاوزة بذلك اتفاقيات مجموعة CDAO ،.. و ذكرت جريدة “Sopi” المعارضة الصادرة يوم 31 مارس 89م على صفحة “المنوعات” أن اجتماعا انعقد يوم 29مارس في “كران يوف” برئاسة عمدة داكار “مامادو ديوب” للتحضير لأعمال تخريب تستهدف أسواق داكار يوم 3 ابريل 1989م مساء، تنفذها عصابات من قطاع الطرق مأجورة ب2500 افرنك غرب افريقي.
30 مارس استولت فرقة سنغالية تحملها قوارب نهرية متسللة من قرية Djawara” ادياوارا” بمقاطعة “باكل” الحدودية على مئات الأغنام من الضفة الموريتانية المقابلة،.. وقد أطْلَعَ حاكم “سيلبابي” يوم 1 ابريل نظيره السنغالي في “باكل” على الحادثة، مطالبا إياه بإعادة الأغنام المسروقة، فرد عليه يوم 5 ابريل أنها استهلكت في احتفالات العيد الوطني للاستقلال 4 ابريل.
في يوم الأحد 9 ابريل 1989م عَبَرَتْ مجموعة من “سونينكي” السنغال من قرية “دياوارا” وهاجمت مجموعة من “فلان” موريتانيا في قرية (سونكو بسيلبابي) وقد كان بينهما عداء تقليديا، .. قُتل مهاجمان سنغاليان برصاص بندقية عيار 12 وهو سلاح متداول عند الفلاحين و المدنيين في الضفة وأحتجز 13 آخرون.
الإثنين 10 ابريل سَلَّمت السلطات الموريتانية الجثث والمحتجزين للسلطات السنغالية لتندلع في نفس اليوم أعمال شغب عند الساعة الواحدة زوالا في “باكل” ضد الموريتانيين والسنغاليين من اصل موريتاني.
تناولت وسائل الإعلام الحادث، وكانت بين مُعتدل ومُشنِّع بتقديم الأحداث على أنها بين “بيظان و اكور” بينما كانت بين “سونينكي وفلان”.. وشُكِّلَت لجنة تحقيق مشتركة، لكن وزير الداخلية السنغالي ما لبث أن صرَّح لجريدة “Le Soleil” واسعة الانتشار برواية جديدة مفادها أن حُرّاس الغابات الموريتانيين هم من قتل ضحايا قرية “دياوارا ” السنغالية.
و في يوم الإثنين 16 ابريل نُهبت حوانيت البيظان في “ماتام” و “أرسرقي” (الضفة السنغالية).
يوم 18 ابريل، توجه جبريل ولد عبد الله، وزير الداخلية الى السنغال عزَّى في الضحايا و اجتمع بالرئيس “ديوف”، واعرب يوم 19 ابريل عن قلقه من وجود مجموعات مُتنقّلة تدبِّر عمليات النهب والسطو ضد الموريتانيين وفي نفس اليوم قتل مواطن موريتاني في محطة السيارات ب”ماتام”.
يوم الخميس 20 ابريل أجْبَرَتْ العصابات السنغالية التّجار الموريتانيين على دفع فدية مقابل حياتهم.
الجمعة 21 ابريل، نُهبت المحلات الموريتانية،.. حاول السّفير الموريتاني الاتصال بوزير الداخلية فقالوا إنه “مُتغيِّب عن داكار”، وعجزت السفارة عن التواصل مع أي سلطة لتبلغها نداءات الاستغاثة التي تصلها.
يوم الأحد 22 ابريل استولت العصابات على الشارع وامتد النهب ل “تييس، امبور، تامباكوندا، كولدا، كولخ، و زكَنشور” وكافة مدن الضفة. وشمل السفارة والقنصلية، وَ وَرَدَ في صحيفة ” Le Monde ” الفرنسية عدد 24 ابريل: «..السفارة الموريتانية لم تنج من حُمّى كراهية الأجانب التي ظهرت في نهاية الأسبوع..»
الإثنين 24 ابريل، احداث محدودة في نواكشوط ضد الجالية السنغالية.
الثلاثاء 25 ابريل اعتداءات جسدية على بعض الرعايا السنيغاليين في نواذيبو ونواكشوط خلّفت قتلى، تدخلت على إثرها القوات المسلحة بإطلاق الذخيرة الحية وسيطرت على الوضع مع المساء. و القي القبض على 200 شخص شاركوا في أعمال النهب وفرض حظر التجول
في يوم 6 ابريل، نُهبت بقية الحوانيت في داكار وازداد عدد اللاجئين في الجامع الكبير بداكار بشكل مضطرد.
…………………………
الجمعة 28 ابريل 1989م، جمعة الرُّعب (حسب جريدة Le Monde)، جمعة الجنون (حسب جريدة Le Point) الفرنسيتان.
…………………………
طاردت الغوغاء بقية العرب الموريتانيين والسنغاليين من ذوي الأصل العربي وذبحتهم في ديارهم وفي المساجد، وأحصى مراسل وكالة رويترز يوم 30 ابريل 38 قتيلا في مستشفى ” Le Dantec” وحده، أُعلنت حالة الطوارئ وحظر التجول في داكار.
يوم السبت 29 ابريل، عادت أعمال القتل بأشد من وتيرة اليوم السابق، وشملت “طوبى وكولخ” والولايات المحاذية للنهر وهوجم المنمون في القرى النائية وتنازعت السلطات وقوى الأمن و السكان اقتسام حيواناتهم، وقد سجلت اعمال سادية وجنونية منها التمثيل بالأجساد والجثث و الاغتصاب والذبح… وكتب مراسل جريدة “Libération “الفرنسي، « …لقد كان الجنود لا يكادون يظهرون للعيان غاضين الطرف عن السنغاليين المسلحين بالعصي الذين يجوبون الشوارع بحثا عن أي موريتاني.»

يوم السبت 13 مايو مجموعة “منتقى تال” ترفض أي تصالح مع موريتانيا وتدعو الى وقف كل المبادلات بينها مع السينغال.
من 17 مايو الى 20 يوليو، وساطة مالية كللت بالفشل. ووساطة مغربية قُيِّمت بأنها شبه منحازة للسنغال.
16 أغسطس وصول وفد مصري للوساطة، وتوزيع منشور من قبل السفير السينغالي في نواكشوط ينتقد سياسة البلد و وزراء في الحكومة، لتعلن موريتانيا في 21 أغسطس أنه شخص غير مرغوب، فردت السنغال بقطع العلاقات في اليوم نفسه. وتم تأمين مغادرة السفير وطاقم السفارة ، في حين صادرت السلطات السنيغالية ممتلكات البعثة الدبلوماسية الموريتانية.
من ضمن الضحايا الموريتانيين الذين قدروا بالمئات:
– “اتقانه ولد الوالد”، مدير مؤسسة “الشيخ سعدبوه”
– “سعندنا ولد الشيخ أبي المعالي” و 19 شخصا آخرين، في المنزل رقم 46
– “كران دكار” 19 قتيلا حرق بعضهم أحياء في أفران الشواء، “كران يوف” 7 قتلى، “دير كل” 26 قتيلا، “كاستور” 21 قتيلا، سوق المواشي 15 قتيلا، “كيد بواي” 20 قتيلا، “رفيسك” 19 قتيلا ، “بيكين” (خورو نار) حي “البيظان” 178 قتيلا، “تييس” قتل موريتاني في الثكنة التي لجأ إليها، طوبى 18 قتيلا اعترف الخليفة العام بقتلهم من طرف غرباء على مدينته. كما تعرضوا للتنكيل على أيدي قوى الأمن أثناء انتظارهم للإجلاء عبر الجسر الجوي (طائرات جزائرية، مغربية، اسبانية و فرنسية) و خصوصا في الإهانة والإذلال في معرض داكار.
و في “جُرْبل” تم تجميع الموريتانيين في مفوضية الشرطة لترحيلهم في حافلات نُصب لها كمين على بعد امتار وقضي على 350 شخصا اضرمت فيهم النار أحياء، كما قتل مجموعة من المرضى والجرحى كانت تتعالج في مستشفى “اللوغه” بعد أن ابعد عنهم الطبيب الموريتاني المتدرب الذي ظل يساعد الجرحى.
عَرضت السلطات السنغالية جثث الموريتانيين من ذوي البشرة البيضاء على السفير وطمروا ذوي البشرة السوداء في قبور جماعية، وتم ابعاد ما يقارب 170.000 موريتاني وسنغالي من أصل موريتاني.
طالبت السنغال بإعادة مواطنيها وتفاجأت بتعدادهم الذي فاق توقعاتها (قرابة 70.000) فسبغت على بعضهم الجنسية الموريتانية،.. وكرد بالمثل أبعدت موريتانيا أيضا الموريتانيين من أصل سنيغالي الذين تحصلوا على هوياتهم بعد سنة 1966م.
استحوذ السنغال الى اليوم على مليارات الفرنكات في شكل : أصول عقارية و أموال سائلة و ذهب و قطعان مواشي من التجار و صاغة الذهب (ساحة بليز ديان) و المنمين الموريتانيين. والحسابات المصرفية حتى حسابات السفارة، في حين أُودعت الممتلكات الزهيدة للجالية السنغالية لدى بعض السفارات الغربية وكنيسة نواكشوط
استعيدت العلاقات في 2 مايو 1992م بعد ثلاث سنوات من القطيعة.
…………….
قدرت السنيغال قتلاها في موريتانيا ب 60 قتيلا.
…………….
سدت موريتانيا الباب أمام الإعلام الخارجي فوظَّفت السنغال ذلك الإجراء الخطأ لصالحها وقد خدمها كثيرا، حيث استغلته في تسويق روايتها للأحداث، – خصوصا الإعلام الفرنسي- ومازالت تداعياته سائرة الى اليوم بوصم موريتانيا بالدولة القاتلة الطاردة لمواطنيها السّود…تركت هذه الأحداث جروحا غائرة بين الشعبين وبين العرقيات المتعايشة في المنطقة.
…………
مذكرات ” ديوف ” و كشف المستور
………..
أكد الرئيس الأسبق “عبدو ديوف” في مذكراته أنه تعرض لضغط هائل من سكان الضفة المحاذية للسنغال ومن شخصيات نافذة فيها (الأسماء التي أوْرَدَ كانت من الهالبولار) و أنه امتنع عن الدخول في حرب مع موريتانيا رغم بروز أصوات مؤيدة لذلك الاتجاه بقوة من بلده ومن فرنسا، كما قال إن هواجسه من الدعم العراقي للجيش الموريتاني كانت تحتم عليه عدم سلوك ذلك المنحى.
………..
تجار التجزئة السياسية والدينية.
…………
إلى الراجمين بنار الكراهية والمتاجرين بعواطف البسطاء وعقائدهم من اللَّونين، العنصرية لن تولّد إلا العنصرية، و التعايش شديد الهشاشة، امنحونا فرصة هدوء نراجع فيها مواقفنا السلبية من بعضنا،… فقد كانت أحداث 1989م قاسية ومُرعبة، استعاذ فيها الشيطان من شر البشر،.. صنَّفتها موريتانيا “إبادة جماعية للبيظان” هناك، وصنَّفها السنيغال و زنوج موريتانيا ” تطهير عرقي” هنا،.. ومها كان التصنيف فهي كارثة إنسانية و أخلاقية،… و مازالت الروايات بخصوصها متنافرة حتى اليوم.. كل طرف ممسك بتلابيب روايته للأحداث ويورِّثها لجيل عِرقيَّته بكامل شحنتها من الانفعالات المتطرفة، التي أخفّها التَّحفز والاحتماء بالعرق بدل الدولة…..؛
………….
أتمنى السلامة لموريتانيا بأبنائها… ومن شرور أبنائها،… البلاغ لصالح العموم الحالم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى