أيام عمل أقل أسبوعيا و الشركات تعيد كتابة مستقبل العمل…
في ظل تفشي متحور أوميكرون تتبنّى العديد من الشركات مقاربات إبداعية، وتوظف التكنولوجيا للمساعدة في التخفيف من عدم المساواة في أماكن العمل.
وقد يكون المبدأ التقليدي الذي يقضي بالذهاب إلى المكتب 5 أيام في الأسبوع، أو العمل من الصباح الباكر حتى ساعات ما بعد الظهر في طريقه للاحتضار، إذ تشهد أنظمة العمل إفساح المجال لمناهج أكثر إبداعا ومرونة لتحفيز الموظفين للقيام بمهامهم.
أساليب مبتكرة
فمثلا تطبيق زوم (Zoom) الذي اعتمدت عليه العديد من المؤسسات والعاملين في فترة الوباء بدأ يتيح لأكثر من 6 آلاف عامل في إحدى شركات التجارة الإلكترونية بسان فرانسيسكو الأميركية -تدعى “بولت” (Bolt)- الاختيار بين العمل من مكاتبهم أو منازلهم أو العمل الهجين بالدوام عن بُعد لعدد من الأيام في الأسبوع أو الشهر.
كما اعتمدت الشركة بجرأة خيار العمل الدائم لمدة 4 أيام في الأسبوع لكامل موظفيها، حسب تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست (washingtonpost) الأميركية.
أنت تقرر متى تعمل وأين
ومن ناحية أخرى، تعمل شركة إدارة الاتصالات بمكان العمل “سلاك” (Slack) على إعادة تصور مكاتبها باعتبارها مكانا لإطلاق المشاريع وعقد الاجتماعات في المقام الأول، ويسمح عملاقا التكنولوجيا “أمازون” (Amazon) و”سايلزفورس” (Salesforce) لموظفيهم أن يقرروا ضمن فريق واحد متى وأين ينبغي أن يعملوا بناء على طبيعة المشاريع المطروحة.
وقالت الصحيفة إن هذه الأساليب الجديدة تأتي في وقت تعيد فيه الشركات التفكير في سياسات مكان العمل في ظل الانتشار السريع لمتحور أوميكرون و”موسم الاستقالات العظيم” حيث يجد أرباب العمل صعوبة أكبر في الاحتفاظ بموظفيهم الموهوبين.
وترى أنيتا ويليامز وولي، أستاذة إدارة الأعمال بجامعة “كارنيغي ميلون” (Carnegie Mellon) الأميركية، أن “الناس كانوا يشعرون بأن الوباء كان في طريقه إلى الانحسار إلى أن أطلّ أوميكرون برأسه القبيح، وأعاد الشركات مجددا إلى الوراء.. والآن هناك كثير من العمل في الانتظار لدى أي مؤسسة”.
لكن كما هو الحال مع أي تغيير كبير -تضيف وولي- فإن الشركات التي لا تتخذ نهجا محسوبا لتنفيذ سياساتها يمكن أن تؤدي عن غير قصد إلى تفاقم حالة عدم الإنصاف في صفوف الموظفين.
على سبيل المثال إذا طلبت شركة من موظفيها اختيار يومين يعملون فيهما من المكتب، فقد يترتب على ذلك أن بعضا منهم لن يحصلوا على فرصة للعمل معا، وقد لا يكون الأمر مفيدا أيضا لهم، وذلك سيحتّم ضرورة إقرار أيام تعاون بطريقة أو بأخرى، كما قد يؤدي الأمر في نهاية المطاف إلى جعل مكان العمل أقل إنصافا إذا بنى المدراء التقييمات على مقياس الوقت التي يقضيه كل موظف في مقر العمل.
ترتيبات العمل الجديدة
وترى وولي أن المؤسسات يمكنها التخفيف من بعض هذه المشكلات في مقار العمل بالتركيز على الممارسات التي تسمح بتبادل المعلومات من دون مطالبة الموظفين بإلزامية حضور الاجتماعات، وبإمكان أدوات تتبع إنجاز المهام مثل “ميسترتاسك” (MeisterTask) و”غيتلاب” (GitLab) أن تساعد على خلق مساحات للعصف الذهني والمناقشة من دون إرهاق الموظفين بلقاءات فيديو أخرى.
وذكرت شركة “زوم” أن ترتيبات العمل الجديدة التي كُشف عنها في وقت سابق هذا الأسبوع تمنح الموظفين القدرة على اختيار الطريقة التي يريدون العمل بها، وأنها سياسة لا تأخذ في الاعتبار الوضع السابق للموظفين، وتتيح لهم تغيير خياراتهم بالعمل في المكتب أو عن بعد إذا غيروا رأيهم، مؤكدة أن صياغة النهج الجديد اعتمدت على ردود فعل الموظفين والعملاء والأقران الذين دافعوا دفاعا كبيرا عن مبدأ المرونة ومنح حرية الاختيار.
المصدر : واشنطن بوست