عندما تدمع عين الأشيب….
تانيد ميديا: في منطقة ما من الميناء, صادفتني شابة ( زحافه ) دفع بها الجوع للحبي على قارعة الطريق .
رايتها تزحف و تحمل صغيرتها على ظهرها بطريقة ( أبمب ) بينما تسير على آثارها طفلتها الثانية , فورا تذكرت الخطاب :
” لن أدع احدا على قارعة الطريق ”
#كسر_قلب_الأشيب
اعتصر المشهد قلبي , اقتربت و القيت التحية .
– هل ستكونين هنا في المساء ؟!
حدقت في عيني و ربما لمست من نظراتها قلة طمأننة .
بعد برهة أومئت بسبابتها المغطاة بالغبرة .
كان المكان ( افيدستوب )
كنت ( نافظا ) لكن نظرات تلك الشابة , و براءة طفلتها التي تلعب ببطة من ( كولوريا ) كعشمتا بين عيني .
في طريق عودتي كان البكاء و (اشهيك) و كلما رمقني احدهم ( تمصمر ) في مكانه و ( فهرى ) في حال الأشيب .
لكني كنت منشغلا في تساؤلاتي عن العدالة التي ترضى بان تكون تلك ( المعيلة ) لا تجد غير ( احواشي كدرونهات ) مصدرا لقوتها .
وصلت المنزل محبطا ؤ طايرلي ( فاقو ) فتحت الباب إذا ( بالمشموشه ) تركض نحوى كعادتها , و قد امسكت رضاعة مافيه ( سببه ) و (دبدوبها) الصغير الذي يطربها عضه في الأنف .
تذكرت طفلتي ( المقعدة ) و حرمانهم و افرقت ادموع مجدا , حاولت التغطية على حالي بمداعبة ( المشموشه ) لكن حركاتها كانت تزيدني تفكيرا في قساوته المشهد , و في تآزر و ارقامها و في وزارة المراة و الطفل و في رقص ( فيفيان اندور )
تذكرت الناس الباردين في تفرغ زين , و اولئك الذين يحجون ( بكة ) بالمال العام , و اولئك الذين ياخذون اموال الخليج و زكواتهم , لإغاثة المحرومين و ايعودو (عين بيظه )
تذكرت وزارة الإسلام , التي تصرف الملايين على افرشة و ابواق مساجد الله , و مخاليق الله ( يكدد) فيهم الجوع و العرية .
#ردة_فعل
المهم حاولت ان اتمدد و اقفوا, لكني لم استطع فقد كنت جريح المشاعر , خائف من ان اغط في النوم ولا استيقظ السادسة مساء موعدي مع تلك المسكينة .
تنفظت في النعاس و سألت ( بنت المحجوب ) عما إذا كان في ( كوزينها ) شيء من المذاقات لما ( تشنشنه ) بعد , ثم قصصت عليها القصص الحزين , و فورا تعاجنا في الركن القصي المسمى بالمطبخ .
بدانا عملية بحث اشد من بحث الدرك , عن سبائك ذهب بنشاب , و بعد ساعة من الاقلاع و النزول حصلنا على كردوس مجلد بلحمتين , و هبزة من الكسكس و كمشة من الأرز , و سفة من امبورو اليابس و مثلها من آدلكان و السكر , و ولاتين من زيت عباد الشمس و أزالي من الملح و بكط من اسباكاتي .
لا اخفيكم سرا فإن الإقلاع اطميمه اخبارو .
في خضم ذلك الروق تذكرنا الطفلتين, هرعنا ننبش عما قد يدخل البهجة لقلبيهما, و كنا كمن يحاول بناء جسر الحي الساكن و بامكو في آن واحد .
أخيرا حصلنا على قطع من (افروماج) و فظلة من شوكولاطه, و بقية لبن رضاعة و لعبة على شكل دمية ذات اضواء و اصوات , ذكرتني بجمهورية تفرغ زين ما بعد منتصف لليل .
الحق و الحق اقول, لقد كان لزاما علينا ان نكمل معروفنا , ولا نبخل على تلك ( الغلبانه ) بكل ما يصبرها على قارعة الطريق ريثما تستفيق حكومة الطريق .
عندئذن ( زركتني) منت المحجوب, بملحفتين فايت فيهم و لبستين للصغيرتين , ثم بدانا نعكد تلك الصريرات و نتلوا قول الحق ” ما عندكم ينفذ و ما عند الله باق ”
نظرت في الساعة إذا بها الخامسة مساء , نزلت المطليعات مسرعا احمل على كتفي تلك ( الزكبية ) و رميت بها في مؤخرة السيارة و قلت بسم الله مجرايها و مرسيها .
وصلت المكان الذي اعلمتني به تلك الفاضلة, حدقت في اطرافه, ويا بشراي إذ رايتها ( تتراوز) من الشاي , و بجانبها كهل و كهلة و الأمورتين .
قطعت الشارع المزدحم بالسيارات و شاريتات و تكوسو و المتسربين من مقاعد الدراسة , و جلست بجانب تلك الأسرة .
كانت الفرحة تعلو وجه تلك الاخت , و لولا ضجيج السيارات لقلت بان المكان ساده هدوء وزارة التجارة حيال الأسعار .
أفتحت ( الزكيبة ) و خرجت اللعبة و قطعة الشوكولاطه و حبات (افروماج) و اعطيتهم لصغيرتين , ثم دفعت بالباقي إليها و قلت : ” هذا فضل من الله و رزق ساقه إليك ”
قبل ان اغادر سالتها عن والد الطفلتين ؟ قالت : ما نعرفلو شي ما كط ريناه .
عن الكهلة و الكهل ؟ قالت : هذا ابي متبصر و هذه امي زحافه .
عن سكنها ؟ قالت : اخبييات افتوجونين .
عن معونات تآزر ؟ قالت : للا سامعين بيه ما كط زادون بابيض ؤلا اكحل .
ثم سالتها عن رقم هاتفها ؟ فقالت : 41 81 13 55
عندها نفظت ( مكعدتي ) و قلت : سلاما يا فقيرة البلد الغني , عسى ان يكتب الله لأحدهم اجرا أن يتواصل معك .
او تدخلين نسب بنت هارون المائوية التي ملءت بها وزارتها الاجتماعية .