شعلة من نار الدهماء -الجزء 3/4
تانيد ميديا : بعض التوضيحات لإنارة الجيل الذي لم يَشْهد أحداث 1989م
قدر عدد القتلى الموريتانيين من من تم الإبلاغ عنهم ب 732 قتيلا فضلا عن مئات المفقودين و أستقبلت نواكشوط ما يقارب 170.000 موريتاني وسنغالي من أصل موريتاني تم ابعادهم من مختلف مدن دولة السينغال التي أستحوذت حكومتها وبلطجيوها الى اليوم على ممتلكات تقدر ب مليارات الفرنكات في شكل : أصول عقارية و أموال سائلة و ذهب و قطعان مواشي كانت مملوكة لأولئك التجار و مواطنيهم من صاغة ذهب (ساحة بليز ديان) و منمين ، وجميع الحسابات المصرفية المملوكة للموريتانيين حتى حسابات السفارة لم تسلم من ذلك،
طالبت السنغال بإعادة مواطنيها وتفاجأت بتعدادهم الذي فاق توقعاتها (قرابة 70.000) فأسبغت على بعضهم الجنسية الموريتانية،.. وكرد بالمثل أبعدت موريتانيا أيضا الموريتانيين من أصل سنيغالي الذين تحصلوا على هوياتهم بعد سنة 1966م.
و أُودعت الممتلكات الزهيدة للجالية السنغالية التي كانت في اغلبها تعمل كخدام منازل ومصلحي سيارات … الخ لدى بعض السفارات الغربية وكنيسة نواكشوط لتسليمها لذويها .
استعيدت العلاقات في 2 مايو 1992م بعد ثلاث سنوات من القطيعة.
سدَّت موريتانيا الباب أمام الإعلام الخارجي فوظَّفت السنغال ذلك الإجراء الخطأ لصالحها وقد خدمها كثيرا، حيث استغلته في تسويق روايتها للأحداث، – خصوصا الإعلام الفرنسي- ومازالت تداعياته سائرة الى اليوم بوصم موريتانيا بالدولة القاتلة الطاردة لمواطنيها السّود…تركت هذه الأحداث جروحا غائرة بين الشعبين وبين العرقيات المتعايشة في المنطقة.
تم تعويض من أسبغت عليهم الجنسية الموريتانية بعيد انقلاب 2005 وسمح لهم بالدخول كمواطنين موريتانيين وتم منحهم الوثائق الوطنية وأغلق الملف بشكل نهائي بحضور السينغال وممثلي أولئك اللاجئين ومنظمات الأمم المتحدة مع أن أوراق موريتانيا الثبوتية لم يمنع منها أحد قط ويتجلى ذلك في رسالة سرية مسربة لإحدى السفارات المغاربية ابان احصاء 1998 حيث ختمت تلك الرسالة بجملة مفادها “أن الإحصاء الاداري المحدد للهوية المعروف محليا باحصاء السكان والمساكن لم يبقى عنه سوى طواقم السفارات الاجنبية المعتمدين في موريتانيا لعدم رغبتهم فيه” ، والغريب في الأمر أن الضحايا الموريتانيين والسينغاليين من أصل موريتاني لم يتحدث عنهم أحد قط ولا عن ممتلكاتهم ولم يعوض أي منهم فلسا إلى حد الآن ولم يجبر خاطر تلك الأمهات الثكالى،الأيتام و الارامل الذين لا زالوا يعيشون محنهم تلك وعذابهم وفظاعة فقدان أموالهم وذويهم في صمت مطبق.
والأدهى والأمر أنه بين الفينة والاخرى ينبري لنا بعض المتاجرين وحقوقيي الالوان ومن على شاكلتهم من “مدوني الشُهرة” مطالبين بتسجيل لاجئين جدد وإعادتهم للوطن وكأنهم يريدون لتلك الحكاية والجرح الأليم أن لا يلتئم مطلقا رغم مرارة ظلم ضحايانا وألم التنازل وغلاء الثمن الذي قدمت الدولة الموريتانية لطيه وتجاوزه.
—
وتحضرني قصة طريفة وقعت إبان استقبال اللاجئين سنة 2007 يرويها عضو إحدى اللجان التي كانت مكلفة بالتحقق من هوياتهم حيث كانوا يطرحون على الشخص عدة اسئلة عن مكان سكنه و ولايته التي ينحدر منها وعمل والده… حيث يقول: سألنا أحدهم عن مهنة أبيه قبل أن يغادر موريتانيا فأجابهم بأنه كان بحارا يسكن ابي تلميت ويصطاد السمك من بحرها ويبيعه للسكان في أسواق المدينة.
يتبع….
الصور:
– بعض الموريتانيين مكدسين في إحدى مطارات السينغال في أنتظار اجلائهم عبر طائرات أجنبية إبان الاحداث
– جثث بعض الشهداء الموريتانيين أثناء التمثيل بها في شوارع السينغال