الهدية اللغز : أثارت سخرية المعارضين وصمت الرئيس عن تفاصيلها (هل أنقذ غزوانى أبرز رفاقه المنتخبين؟)

تانيد ميديا: فى التاسع عشر من دجمبر 2021 رست سفينة موريتانية بميناء غينا بيساو، وعلى متنها تجهيز خاص لسرية عسكرية تابعة للرئيس الغيني (15 سيارة من نوع لاندكريزير وأزياء عسكرية موحدة) دون ذكر لبقية الحمولة التى أثارت إعجاب الرئيس البيساوى، وتناولها الإعلام الغينى بقدر كبير من الارتياح، خصوصا بعد تصريحات الرئيس نفسه.

كان الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى يرد على طلب تقدم به رئيس غينا بيساو “عمارو سيسوكو أمبالو” فى الرابع والعشرين من نوفمبر 2021، عندما ألتقاه فى القصر الرئاسى بنواكشوط، وعرض عليه إنقاذ الرئاسة الغينية، عبر تسليحها وتعزيز قدرة النظام الدستورى، فى ظل تجارب مأساوية عاشها حكام البلد المتخم بالفساد وتجار المخدرات، والمعروف بكثرة الانقلابات والاغتيالات.

وعد الرئيس ضيفه بتلبية الطلب، وأصدر أوامره للجهات العسكرية بتجهيز هدية لصديقه، وكلف خفر السواحل بتوصيلها لميناء غينيا بيساو، وكانت الرتل الذى بثته وسائل الإعلام لحظة وصوله إلى “غينيا بيساو” محل تنكيت من المعارضين فى الداخل الموريتانى، حيث طالب البعض بتوجيه ثمنه لشراء البصل والطماطم لتزامنه مع أزمة الخضروات بموريتانيا، وطالب البعض بتوجيه ثمنه لمشاريع شبابية أو توزيع ثمنه على فقراء البلد، وسخر البعض قبل ذلك من طول الفترة التى أمضاها الرئيس البيساوى بموريتانيا دون نشاط معلن بالعاصمة نواكشوط.

 

أعرب الرئيس البيساوى عن تقديره للخطوة الموريتانية، واصفا القدرات العسكرية للجيش الموريتانى بأنها الأفضل فى منطقة الساحل، وأن وزيريه للدفاع والداخلية سيحطون بنواكشوط بداية العام لمزيد من التشاور والعمل من أجل  بناء منظومة أمنية وعسكرية قوية، وأن التعاون مع موريتانيا يحظى بأولوية كبيرة لديه.

بالأمس كانت الأمور جد معقدة بالعاصمة بيساو، وكان الرئيس قد عزم على المشاركة فى الاجتماع الإستئنائى للحكومة بمقر الحكومة خارج القصر، لكنه أختار أن تكون وحدة الحماية الخاصة إلى جانبه بمعداتها القتالية المتطورة، وهو ما أنقذه من نهاية كانت بائسة خطط لها مناهضوه بإتقان، عندما هاجموه بالأسلحة الرشاشة خلال اجتماع الحكومة، وحاولوا تصفيته مع الوزراء داخل المقر الذى تمترس فيه.

 

لقد نجح الرئيس “عمارو سيسوكو أمبالو” فى تجاوز أول أزمة أمنية كبيرة تعترضه منذ انتخابه، وتمكنت قوات الحماية التابعة له من صد العدوان واعتقال بعض منفذيه، وظهر إلى جانب قواته بالقصر معلنا نهاية الأزمة وعودة الأمور إلى طبيعتها.

 

أزمة أظهرت عمق الرجل وقيمة التحرك الذى قام به قبل أشهر من أجل تأمين النظام الدستورى الذى أوصله للسلطة، وكشفت جانبا آخر من آدوات الحضور والتأثير بغرب القارة ، يجهل الكل تفاصيله وتفرض الظروف طمره ، بحكم حساسية الأوضاع بالعديد من البلدان، والطابع السرى للعديد من القضايا الإستراتيجية، رغم تداولها بالتحليل والنقاش والتسفيه من بعض رواد الشبكة العنكبوتية، وهواة السياسية ، دون تمييز بين مصالح البلاد ومصالح الأنظمة، وهو مجال يحتاج فيه بعض المتصدرين للشأن العام إلى التمييز بين الثابت والمتحول فى إجراءات المنظومة التنفيذية وآليات تسيير البلدان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى