مهرجان( الألف والهمزة اليائية)/حبيب الله ولد أحمد (رأي حر)

كان اسمه مهرجان )المدن القديمة ) جاء النظام الحالى غير القبعة فقط فسماه( المدائن)
أضاف الفا وهمزة على الياء فقط
اماالتمويل والوجوه والوفود فهي كماكانت مع إضافات بسيطة اقتضاها تغير اسماء واشكال وقبائل واعراق بعض اعضاء الحكومة
تماما كتمويل مبنى للنواب هناك اموال ضخمة س( يصفق) عليها فى وادان
المدينة بائسة كما كانت وسكانها يتضورون جوعا ومكتباتها ميدان حرب وجودية بين الفأر والأرضة والعنكبوت
كما كان يحدث ايام عزيز تتمتع المدينة التى يتم اختيارها للمهرجان بالماء( المستجلب) والكهرباء( الطاقي) غالبا وخدمات الاتصال وفرق طبية تمريضية قبالية ضاربة مجهزة بسيارات اسعاف فاخرة ويحضر المدرسون بكامل لوائحهم ويتم طلاء الجدران كلها خاصة جدران المستوصف والمدرسة
ويقام بتنظيف الازقة إذلاشوارع فى المدن التاريخية محرد (نكسات) أفضل منها ( نكسة67)
تخصص أموال( ورقية وهمية رقميا) لتنمية المدينة ودعم اقتصادها ويتم الحديث عن غرس عشرات الالاف من الأشجار والنخيل وتاهيل مساحات زراعية ودعم تعاونيات نسوية ومكتبات أهلية
لمدة4ايام يحدث كل ذلك وتنتعش المدينة بعدها تغادر( الدولة) إلى نواكشوط ) ليبقى لوادان البؤس والعزلة والفاقة وتردى خدمات الماء والكهرباء والصحة فكل ذلك كان ديكورا يتم تركيبه شهرا قبل افتتاخ المهرجان ثم يتم تفكيكه خمسة ايام بعده
هذه السنة صعبة مناخيا وزراعيا ومعيشيا وصحيا على سكان وادان كماعليه الحال فى عموم البلاد ومع ذلك لن تستفيد المدينة وسكانها من المهرجان الحالي سوى رؤية ازياء وسيارات فاخرة تاتى بها الحكومة لتمر كحلم عابر فى ليلة شديدة البرد والظلام
لااهمية مطلقا لمهرجان المدن اوالمدائن ومتذ نشاته فمن يربد خدمتها بعيدا عن الصخب السياسي الكرنفالي يتعين عليه صرف اموال المهرجانات فى تنمية محلية حقيقية تدعم المرافق الخدمية وتخلق نشاطات تجارية وسياحية
الكارثة انه لايتم اشراك سكان تلك المدن فى مهرجاناتهم
فالرئيس من العاصمة والوزراء ورجال الاعمال والصحفيون والشعراء والمنظمون من العاصمة وحتى الفرق الموسيقية والطبية والتعليمية من العاصمة
كل ذلك من العاصمة واليها
يقال إن مواطنا حسن الحظ اصابته( نشبة) ذات افتتاح نسخة من مهرجان المدن القديمة ايام عزيزفاحاط به اطباء قدموا مع الوفد الحكومي وتلقى علاجا سريعا وفعالا
بعدها بسنوات ساء حظ مواطن اخر لدغته حية مع انصراف عزبز ووفده واطبائه بعد نهاية الجانب الرسمي من نسخة اخرى من المهرجان فذهب به اقاربه إلى مستوصف المدينة فلم يجدوا احدا فلجاوال( كباظ) تقليدي حاول رقية اللدغة لكن الأمور تعقدت بسبب زحف السم فى رجل )الملدوغ) فكان ضروريا نقله بشق الأنفس إلى العاصمة لإنقاذ حياته
طبعا تعيش المدينة المحتضنة للمهرجان خمسة ايام من البذخ والضجيج ويتمكن السكان واطفالهم من رؤية ماكولات معلبة وفواكه طازحة ومياها معدنية ووجوها ناعمة ولكن على طريقة( الشوف مايمل الجوف) او( شاف ازراكو ماظاكو) بعد ذهاب( الحكومة) تعود( حليمه) لعادتها القديمة مستوصف فارغ من الادوية والطواقم مدارس مغلقة جو كئيب فقير حزين وعزلة يعزف لحنها صفير رياح تجمع كثيبا هنا لتفرق كثيبا هناك
ستعود الحكومة والدولة من وادان للعام 2021
وسيبقى سكان وادان فى العام 1021 …!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى