وهمُ التجنيس… وخيانة الوطن.

تانيد ميديا : ثمةَ أوهامٌ تُنسَج منذ زمن في الظلام كخيوط العنكبوت، وينفَث فيها سُمُّ الخديعة، وتغذى بألسنة المرتزقة ممن باعوا الضمير، وجعلوا من الوطن سلعة تُعرض في سوق المساومات الرخيصة.

ومن تلك الأوهام، ما يُروَّج لبعض الأجانب من وعود كاذبة، تزعم أن الأيام ستُسعفهم فيُحْصَوْن في ساعة الغفلة من أبناء هذا الوطن الكريم، حين تخبو عين الرقابة، أو تُرخى حبال القانون.

وهذا العبث، الذي ينخر كالسوس في جسد الدولة، هو ما جعل بعض الوافدين يحجمون عن سلوك السبيل القانوني للتسجيل، طمعًا في خيالٍ باهت، باعته لهم ألسنة مأجورة لا تعرف عهدًا ولا تصون ذمّة.

ولكن الدولة التي وعَت ما يُحاك في الخفاء، ووقفت على ما يُدبّر في دهاليز التضليل، لم تكن لتغضّ الطرف، ولا لتتواطأ بالصمت، فبادرت سلطاتها إلى اتخاذ ما يوجبه الواجب، وشرعت في حملات مسؤولة لتسوية الوضعية القانونية، وتسفير من لا تنطبق عليه شروط الإقامة، صونًا للكرامة، ودرءًا للخطر، وحمايةً لهويةٍ ما كانت يومًا قابلة للتمييع أو المساومة.

وهنا.. تعالت الأصوات النشاز، وضجّ المتربّصون، وأطلّ المندسّون من جحورهم، يصرخون باسم الفتنة، وينفثون سحب التشويش والبلبلة، لكن صوت الوطن كان أعلى، وصرامة الدولة كانت أمضى، فكُشف المستور، وسقط القناع، وبانت الوجوه التي طالما تقنّعت بالغيرة الكاذبة، والنُّصح المزيف.

وليعلم الجميع، أن أمن هذا الوطن خط أحمر لا يقبل تجاوزه، وأن سيادته لا تقبل أنصاف المواقف، وأن الهوية لا تساوَم على أبواب الريبة.

وكلُّ من ظنّ أن بوسعه طمس معالم الشعب الموريتاني، أو تذويب روحه في أهواء الطامعين، فليُهيِّئ نفسه للهزيمة، كما هُزم من سبقه من الخائنين والمخذولين.

إن أبناء هذه الأرض، من صحرائها الشاسعة إلى سواحلها الصامدة، قد بنوها بكدّهم، وسقوها بعرقهم، وحمَوها بعيونٍ لا تنام، وقلوب لا تنبض إلا بحبّ موريتانيا.

فلا يظنن أحد أنهم سيتأخرون لحظة واحدة عن الوقوف في وجه كل ما يمسّ وحدة الوطن أو يُهدد سلامه…
فهذه دارهم، وهذا عهدهم، وذاك قسَمهم: أن تبقى موريتانيا حرة، مصونة السيادة، ومحفوظة الهوية، منيعة أمام كل دسيسةٍ أو خيانة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى