الجمعية الوطنية للصحفيين الجزائريين تستنكر إقصاء الصحفيين الصحراويين من نقابة صحفيي المغرب العربي


استنكرت الجمعية الوطنية للصحفيين الجزائريين المتضامنين مع كفاح الشعب الصحراوي إقصاء الصحفيين الصحراويين من نقابة صحفيي المغرب العربي التي أعلن عن إنشائها الأسبوع الماضي ويرأسها نقيب الصحفيين الموريتانيين، جاء ذلك في بيان نصه:

لقد تلقينا بأسف كبير خبر الإعلان عن تأسيس نقابة مغاربية للصحفيين، بمبادرة من صحفيين موريتانيين وبترحيب من نقابة “المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين”، تستثني صحفيي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تعيش تحت نير الاستعمار المغربي منذ أكثر من 45 سنة.
إن التبريرات التي قدمها أصحاب هذا “المشروع” لموقفهم السلبي من قضية الشعب الصحراوي، التي صنفتها الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار، بـ “العمل في إطار إتحاد المغرب العربي” و”عدم الخوض في القضايا السياسية” و”الاكتفاء بالمطالب المهنية البحتة” هو انحطاط لا يليق بمهنة الصحافة النبيلة وذلك للاعتبارات التالية :
– استثناء صحفيي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من هذا “المشروع النقابي” يعد بمثابة اصطفاف علني وراء مواقف المحتل المغربي، الذي يتمادى في رفضه للامتثال للإرادة الدولية لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير.
– تأسيس هذا “المشروع النقابي” في إطار الاتحاد المغاربي، يتعارض مع مبادئ النضال النقابي والمهني لأن الصحافة ليست مؤسسة رسمية تابعة للدولة وإنما مهنة لها مرجعياتها الاخلاقية وقناعتها ومواثيقها. كان من المفروض على أولئك الذين دعوا الى هذه المبادرة أن يتحملوا مسؤوليتهم في نصرة اخوانهم الصحفيين الصحراويين الذين يتعرضون للقمع اليومي في المدن المحتلة وأن يقفوا بحزم من أجل نصرة كفاح شعب من أجل الانعتاق من الاستعمار.
– إن تأكيدكم على “عدم الخوض في القضايا السياسية في الفضاء المغاربي” و “الاكتفاء بالمطالب المهنية البحتة” في إطار هذا “المشروع النقابي”, وفي ظل سياق سياسي استثنائي يهدد المنطقة المغاربية باللااستقرار جراء العمل العدواني لأحد مكوناته المستعملة من طرف القوى الاستعمارية القديمة من أجل النيل من حرية شعوب المنطقة, التي انتزعت بعد كفاح طويل ومرير, لا يمكن ان يعتبر إلا تهربا من الواقع وهو سلوك لا يليق بفئة من المفروض أنها تنتمي لنخبة المجتمع.
– التوقيت الذي تم الإعلان فيه عن هذا “المشروع النقابي الاقليمي” يتصادف مع تطورات حساسة تعرفها القضية الصحراوية: خرق وقف إطلاق النار من طرف المحتل المغربي منذ نوفمبر 2020 , بالاضافة إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والكيان الصهيوني. ولهذا السكوت عما يجري في الأراضي الصحراوية المحتلة من تجاوزات على الزملاء الصحفيين بشكل خاص وعدم الدفاع عن القضايا العادلة في المنطقة بشكل عام هو موقف لا يمكن أن يشرف مهنة الصحافة ولا المنتسبين إليها.
ولكل هذه الأسباب، فإن الجمعية الوطنية للصحفيين الجزائريين المتضامنين مع نضال الشعب الصحراوي لا يسعها الا ان تندد بقوة لقيام هذه النقابة، وندعو الزملاء الصحفيين في كل المنطقة المغاربية (الجزائر، تونس، ليبيا، موريتانيا، الصحراء الغربية والمغرب الأقصى) إلى التفكير في تنظيم أكثر شجاعة يستجيب لأخلاقيات مهنة الصحافة ويدافع عن كل حقوق الصحفيين بما فيها حرية التنقل داخل الأراضي الصحراوية المحتلة لنقل حقيقة وواقع القمع الحاصل هناك والوقوف مع الحق في الدفاع عن القضايا العادلة أينما كانت.
الأمين العام/ علي كفسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى