القَدَرُ القبلي المؤسف/ محمد فال ولد سيدي ميله

تانيد ميديا : بسرعة جنونية تنحدر البلاد نحو واد القبيلة السحيق. الخيمة والرمح والقديد والبَعَر وسوق عكاظ: شنشنة عرفناها منذ فجر الجاهلية إلى يوم الحاسوب هذا.  زرابي مبثوثة، ورقص ممل، وشِعْر مَخْمَصِي، وموسيقى مريضة، ودنانير تتطاير، ومجاملات عشائرية لا تنتهي إلا لتبدأ كمأساة سيزيف… وأما الدولة فعلى نَعْشها منا أربع تكبيرات.

قلنا بأن كلاب بني صعصعة مزكومة، فكاد ينهشنا الرعاة. قلنا بأن “الخيمة” لم تعد تُظِلّنا، فجلدونا فوق حصائرها المقعّرة. قلنا بأن المنطق القبلي يتعارض مع المواطنة والحداثة، فكنا مسخرة تلهو بها الدهماء المُحَنّطة منذ قرون خلت!!

هجونا القبيلة، فما ازدادت إلا غرورا.. بكينا على ضحاياها، فمسحتْ لنا دموعنا بالأعواد الخشنة.. شكوناها لـ”أولي الأمر”، فهدّدَنا “قانونُ الرموز” بالسجن إذا ما تمادينا.. إذن، لم يبق أمامنا من خيار إلا أن نقطع شفاهنا، ونحرق أناملنا، ونُجَرّد الأقلام من مهامها، ثم نجلس القرفصاء على ربوة بعيدة، ونظل نتفرج على المَشاهد التعسة لـ”مسرحيتهم” الأزلية-الأبدية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى