أهمية التكوين ورأس المال في بناء الدول/أحمدو سيدي محمد

تانيد ميديا : يقول رجل الأعمال محمد ولد ماءالعنين ولد خالد إن بلدنا من أفقر البلدان، ويعزو ذلك إلى قلة الخبرة لدينا، لكنني لا أشاطره هذا الرأي، إذ تشير جميع النظريات الاقتصادية إلى أن الدول التي تمتلك العقول، والثروات الطبيعية، واليد العاملة المؤهلة تمتلك بالفعل مقومات الدولة الغنية والمتطورة.

رأس المال والتكوين : جزء من المعادلة، وليس الكل

لا شك أن رأس المال والتكوين عنصران مهمان في بناء الدول، لكنهما ليسا العاملين الوحيدين، الثروات الطبيعية والعقول المؤهلة تشكلان جزءًا كبيرًا من البنية التحتية لأي دولة تسعى للتطور. فإذا كانت لدينا الموارد البشرية المؤهلة والثروات الطبيعية، فإننا نملك بالفعل الأساسيات التي تؤهلنا لتحقيق تنمية مستدامة.

الخبرة والتنمية : علاقة متوازنة

الخبرة قد تكون عاملًا مؤثرًا في تحقيق التنمية، لكن لا يمكن القول بأن قلة الخبرة وحدها هي السبب في فقر بلد معين، العديد من الدول الناشئة تمكنت من تجاوز تحديات قلة الخبرة من خلال الاستفادة من ثرواتها الطبيعية، والاعتماد على الكفاءات المحلية، والاستثمار في التعليم والتكوين المستمر، النظريات الاقتصادية تشير إلى أن من يمتلك الموارد الطبيعية والبشرية المؤهلة لديه فرصة كبيرة لتحقيق النمو والتطور، بشرط وجود إدارة رشيدة وتخطيط استراتيجي سليم.

تجربة التكوين في موريتانيا : نجاح وتجارب غير مستدامة

كخبير في مجال التكوين التقني والمهني، لاحظت خلال مسيرتي المهنية أن هناك فرصًا ضائعة في استغلال التكوين لتطوير اليد العاملة، على سبيل المثال، في السنة 2017، عندما كان معالي الوزير محمد ماءالعينين ولد أييه مديرًا للمعهد الوطني لترقية التكوين التقني والمهني، اقترح القيام بمسح لمعرفة حاجيات التكوين لدى عمال القطاع. وتم اقتراح تكوينات لكافة عمال القطاع خارج البلاد، في دول الجوار مثل تونس والمغرب. كان أثر تلك التكوينات إيجابيًا جدًا، ومع ذلك لم تتكرر هذه التجربة بعد مرور عدة سنوات. والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا لم يتم البناء على هذه التجربة الناجحة ؟

الخلاصة: الطريق نحو تنمية شاملة ومستدامة

بناء الدولة المتطورة يتطلب تكاملًا بين التكوين، رأس المال، والموارد البشرية والطبيعية، بالإضافة إلى التسيير المبني على القواعد. إذا استطعنا توجيه هذه العناصر بشكل متكامل، يمكننا تحقيق نقلة نوعية في بلدنا نحو تنمية شاملة ومستدامة، من هنا، أدعو إلى إعادة النظر في استراتيجيات التكوين التقني والمهني، والاستفادة من التجارب الناجحة لبناء قاعدة صلبة لمستقبل أفضل بسواعد وطنية.

أحمدو سيد محمد الكصري

أستاذ في المعلوماتية وقابلية التشغيل
خبير وطني في التوجيه المهني
منهجي في هندسة التكوين

11-08-2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى