العلامة الشيخ الفخامة ولد الشيخ سيديا تصوف وعطاء لا ينضب

لا شك في أن التصوف، أمان وحصن وحصين من التطرف، ومدعاة لإصلاح القلوب وغسلها من الأدران، وربطها بخالقها عبادة وتلاوة وذكرا، الأمر الذي جعل كثيرا من المتتبعين للشأن العام، يدركون أهمية التصوف ودور رسالته السمحة النظيفة.

إن ما تقوم به القامة العلمية المفتوحة في العلم الظاهرة والباطنة على حد السواء، العلامة الشيخ سيدي محمد الملقب الفخامة، بن الشيخ عبد الرحمن الملقب الحكومة، بن الشيخ محمد بن الشيخ سيدي المختار الملقب إباه، بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيديا الكبير نهل الفخامة في سن مبكرة، من أنواع العلوم الشرعية والفيضانات الربانية، حتى أصبح بفضل ذلك عالما في كافة مجالات العلوم، نحوا وفقها ولغة لا يشق له غبار في  أنواع العلوم الإسلامية.

تروى الشيخ من أنواع كتب الفقه ومتونه، حيث درسها وحفظها عن ظهر قلب وتفنن في التعامل معها دراسة وتدريسا وشرحا وفهما، لما جادت به قرائح بدور علماء المشرق والمغرب إبان الثورة العلمية والنهضة الفقهية، في الصحراء الكبرى.

لم يتقاعس الشيخ عن قراءة كتب وفنون اللغة، بشتى أشكالها وأنواعها، ليصل إلى رتبة سيبويه اللغة، تجلى ذلك في خطاباته وأسلوبه المتميز، إلقاء وحضورا وتمكنا من ناصية الأدب وجميل كلام العرب.

أما إذا عرجنا على العلوم الباطنية، فلا نستطيع أن نغوص في ذلك نتيجة لمعرفة الرجل الدقيقة لعلوم الحقيقة والشريعة، وما ذاك إلا ديدن جبل عليه من سلف طاهر، سلموا من الشوائب وحملوا كثيرا من العجائب والغرائب.

استطاع الشيخ الفخامة ولد الشيخ سيديا، أن يقيم حاضرة كبيرة تميزت بالإشعاع العلمي والعطاء الرباني، “حاضرة البلد الأمين”، التي أصبحت محجة لكل الراغبين، في التضلع من أنواع العلوم الربانية والفيضانات الروحانية.

يحكي كل القادمين إلى قرية البلد الأمين، عن مزايا وخصوصيات نادرة، لا سيما في هذا الزمان تتمثل في إقامة حلق كبيرة لذكر الله تعالى ولقراءة قصائد المديح النبوي الشريف، تبركا بقواعد صوفية كانت متبعة من أمد بعيد، داخل أسرة أهل الشيخ سيديا، تعتمد على ذكر الله وتطمأن له {ألا بذكر الله تطمئن القلوبْ}.

لا تخطئ العين ولا تجف الأذن من رؤية أو سماع قارئ وتال لكتاب الله بنبرة خاشعة وصوت جوهري جميل يمتاز صاحبه بحسن الأداء نتيجة لمعرفته للضبط والرسم والمقرئ الذي نهل منه على يد العلامة الشيخ الفخامة ولد الشيخ سيديا.

أراد الشيخ الفخامة أن يقيم حاضرة مؤسسة، على التقوى من أول يوم، تجلى ذلك في تشييده لأول لبنة، في القرية تمثلت في مسجد كبير روعة في الجمال، يمتاز بدوام قيام التالين فيه والمستغفرين بالأسحار.

عند ما يصل الزائر إلى  البلد الأمين، لا تخطئ  عينه من رجال يخدمون آناء الليل وأطراف النهار، يوزعون الشرب والأكل على الوفود القادمة، إلى الشيخ بغية التبرك وقضاء الحوائج.

لا يختلف اثنان فيما جبل عليه الشيخ الفخامة من السخاء والعطاء، الذي قل نظيره في هذا الزمان، حيث عرف عنه من الجود والكرم ما بلغ حد التواتر، وأصبح حديثا معتادا عند كل الجلساء على أديم الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وفي كل هذا القطر العربي الواسع والإفريقي الشاسع.

قرية البلد الأمين قرية نادرة، لما بث في صفوف أبنائها من الفضائل المتميزة والمشاعر الحسنة، نتيجة للتربية الصوفية التي نهلوا من معين ومشكاة علم الشيخ الفخامة، فالقرية تجسد الأمن والأمان والراحة والاطمئنان، تضم أنواع مكونات الشعب الموريتاني بيضا وعربا وسودا وتكرور {بلدة طيب ورب غفور}.

بقلم: محمدو ولد عبد الله وأحمد ولد طالبن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى