“حياة جديدة” بتوجنين: بين انعدام الخدمات أو ضعفها وغلاء الأسعار.. (فيديو)
و تحدث سكان الحي الذي دشنه الرئيس محمد ولد الغزواني في 13 أكتوبر الماضي، لفريق الأخبار عن معاناتهم جراء انعدام أو ضعف الخدمات من ماء و كهرباء، و كذا غلاء الأسعار في الحي، و ضعف خدمات التعليم والصحة والأمن.
و عبر السكان عن استغرابهم لانعدام المساجد في الحي، في ظل وجود آلاف السكان لا يجدون مسجدا يؤدون فيه فرائضهم، و خصوصا صلاة الجمعة.
كما تحدثوا عن انعدام الأسواق في المنطقة النائية، و كذا بعد الحوانيت التي تبيع المواد المخفضة المدعومة من الحكومة.
و طالب السكان بحل أزمتهم المتعلقة بالمياه و الكهرباء و السوق، قبل حلول شهر رمضان، معتبرين أن الوضع سيصبح صعبا إذا لم يعالج قبل حلول شهر رمضان.
أزمة في المياه والكهرباء
و تقول اندي بنت محمود، و هي إحدى قاطنات المنطقة، إن الحصول على المياه في “حياة جديدة” يتم عن طريق السقايات التي ينظمها فاعلو الخير للسكان، مشيرة إلى أنها تنظم مرة أو مرتين فقط في الأسبوع.
و تضيف بنت محمود، أنه أكملوا الآن ثلاثة أشهر في الحي الجديد بعد ترحيلهم إليه من الأحياء العشوائية، مشددة على أن معاناتهم من انعدام المياه متواصلة منذ ترحيلهم.
و تطالب بنت محمود بحل هذه الأزمة، موجهة طلبها إلى الرئيس محمد ولد الغزواني ومؤسسة التضامن الوطني و مكافحة الإقصاء “تآزر”، للتدخل العاجل.
عيش بنت منصوري، تحدثت لنا عن أزمة الكهرباء، و عدم توفره في المنطقة، مشيرة إلى أن انعدامه عطل مصالحهم، و تسبب في انتشار الجريمة في المنطقة، و يثير مخاوف السكان.
و تعبر بنت منصوري، عن صعوبة مراجعة أبنائهم لدروسهم، بسب انعدام الكهرباء، مؤكدة أن ذلك أثر على مستوياتهم المعرفية، بالإضافة إلى ما سببه من تعطل “لمصالح أخرى نحتاجها في حياتنا اليومية”.
و عبرت بنت منصوري عن شكرها لولد الغزواني على منحهم قطعا أرضية، بعد أن كانوا يسكنون الأحياء العشوائية، داعية إياه إلى التدخل من أجل حل المشاكل التي يعانون منها، و حتى تتوفر في الحي أقل ضروريات الحياة و الاستقرار.
غلاء الأسعار و انعدام الأسواق
كما يشكو سكان منطقة “حياة جديدة” من غلاء أسعار المواد الأساسية، و انعدام سوق في منطقتهم، في ظل اتهامهم للدولة بــ”التخلي عن دعم دكاكين أمل لصالح تجار رفعوا الأسعار عن السقف المحدد لها”.
و يقول دحمد ولد سالم فال، إن وضعية دكاكين أمل، “لا يمكن أن تحتمل، فبالرغم أنها المصدر الوحيد هنا للمواد الأساسية، إلا أن المواد غير متوفرة فيها دائما، فقد تأتي إلى الطابور صباحا و تنتظر دورك حتى الزوال، و يقال لك إن الكمية نفدت”.
و دعا ولد سالم فال، إلى توفير سوق في المنطقة، من أجل تسهيل الحصول على المواد الغذائية والأساسية، و زيادة ودعم دكاكين أمل من أجل تخفيض الأسعار.
من جهتها، طالبت بنت عبد الله بفتح محلات لبيع السمك والمواد الغذائية، و آليات صنع الدقيق، مشيرة إلى صعوبة الحصول على هذه المواد في المنطقة البعيدة جدا عن وسط المدينة، و عن مناطق الأسواق.
ضعف التعليم والصحة
و تعبر بنت محمود عن استيائها واستياء السكان من عدم انتظام دراسة أبناء المنطقة، بسبب التغيب المستمر لأساتذة المدرسة الوحيدة في المنطقة، مؤكدة ضعف المنظومة التعليمة بالمنطقة.
و تدعو بنت محمود، إلى حل هذه المشكلة، وتمكين أبنائهم من الحصول على تعليم نظامي منتظم، داعية إلى تحذير معلمي المدرسة الوحيدة في منطقتهم من التغيب، والسهر على انتظام حضورهم، أو تبديلهم بغيرهم.
كما تؤكد بنت محمود ضعف الخدمات الصحية في المنطقة، و تدعو إلى زيادة الكادر الطبي في المركز الصحي الوحيد في المنطقة.
ولد سالم فال، يدعو إلى ضرورة توفير كادر طبي عارف بمجاله، مشيرا إلى أن الموجودين في المركز الصحي، ما زالوا في مرحلة التدريب و يحتاجون إلى مرافقة من يفوقهم علما في المجال. حسب تعبيره.
و يعتبر ولد سالم فال، أنه من الملح توفير أخصائي أمراض النساء والتوليد للمركز الصحي، معتبرا أن القابلات قد يقدمن وصفات طبية لا تمت بصلة لمرض المرأة الحامل، و هو ما قد يعرضها للخطر.
انتشار الجريمة
و تؤكد بنت محمود انتشار الجريمة في الحي الجديدة، و ترجعه إلى انعدام الكهرباء في المنطقة، داعية إلى حل هذه المشاكل، و عدم تعريض المواطنين لخطر اللصوص.
و تشدد بنت محمود على أن المعاناة يجب أن تتوقف مع “الحياة الجديدة” التي وعدتهم بها الحكومة، داعية إلى تلافي الوضعية المأساوية التي يعيشونها منذ ترحيلهم عن الأحياء العشوائية قبل ثلاثة أشهر.
ولد سالم فال، يؤكد مواجهة الحي خطر انتشار الجريمة في المنطقة، و يرى أنه قد يسبب غضب السكان وخروجهم عن جو السكينة والهدوء.
و يؤكد ولد سالم أن سكان المنطقة في عراك دائم مع اللصوص و المجرمين، الذين ينتهكون حرماتهم و يقتحمون منازلهم، داعيا إلى تلافي الوضعية الأمنية في المنطقة.
حي بدون مساجد
و يتحدث سكان الحي ضمن شكواهم من واقع الحي الجديد، عن عدم وجود مساجد في الحي الذي يؤدي آلاف السكان، و يؤكدون ضرورة بناء مسجد في المنطقة، “حتى يتمكن السكان من عبادة ربهم في بيته”.
و يستنكر ولد سالم فال، في تصريحه، عدم وجود أي مسجد في المنطقة، مشيرا إلى أن أغلب ساكنة المنطقة يفوتون صلاة الجمعة بسبب عدم وجود أي مسجد لأدائها.
و يطالب ولد سالم فال، بضرورة بناء مسجد في المنطقة التي تقطنها 9118 أسرة، بالإضافة إلى ضرورة حل المشاكل الأخرى التي يحتاجها السكان من أجل الاستقرار.