يعقدون مؤتمر سلمهم على رماد غزة!!! الدكتور/ محمد ولد الراظي
تانيد ميديا : “التعليم العتيق في إفريقيا : العلم والسلم” عنوان لمؤتمر ينعقد اليوم في نواكشوط يجمع نفرا من فقهاء التراث الديني ألِفَهم المكان وألِفَتهم المناسبة هم نفس الوجوه قد يزداد عديدهم بواحد أو اثنين وقد ينقص بواقع سيرورة ترحالهم من مؤتمر لآخر زعموا أنهم تنادوا لتدارس “هموم المسلمين في حاضرهم ومستقبلهم” .
نفروا من كل فجاج الأرض يستنفر أرواحهم ومشاعرهم صراع يخشون على الإسلام منه والمسلمين ويستجدون لهم السلم منه والأمان ..
لم نره ولم يذكروا له ضحايا يكونون شواهد عليه فلا وجود له إلا في خيال منظميه ولغايات يعلمونها ويعرفون المسالك والطرق التي تقرب إليها !!!!!
فأي سلم يرجون في هذا المنكب من العالم وأين هي الحرب التي تؤرق نفوسهم ؟ !!!!
هل علِم هؤلاء أن المسلمين يعيشون هذه الأيام محنا ومآسي أولى أن ينشغلوا بها عن “التعليم العتيق” وعن كل زوائد العناوين؟ !!!…
و هل فاتهم أن المئات و الآلاف من نساء المسلمين و شيوخهم و ولدانهم يموتون كل يوم بحراب الصهائنة في غزة …؟
وهل نسوا ما ذكر الله في سورة المائدة عن هؤلاء القتلة أو تناسوه..؟ أم أن شركاء “الدين الإبراهيمي” يعصمون أنفسهم أن تُستنكر أفعالهم و لو كانت قتل المسلمين الأبرياء..؟
و هل أصبح العمل بكلام الله و بحديث رسوله صلى الله عليه وسلم مرهونا بتزكية من أمير أو سلطان ؟ و ماذا سينفع تبرير موقف هذه الدولة أو تلك يوم يكون المرء وحيدا أمام رب العزة والملكوت ؟ !!!!!!
و هل القوم دعاة دين أم رسل سلاطين؟ و هل علم هؤلاء أن مؤتمرهم هذا في يومهم هذا أشد إيلاما لنا من رصاص المعتدين و قنابلهم و أن افتتاحه و يومياته و اختتامه سيمر على غالبية المشاهدين و أعناقهم مشرئبة و أبصارهم خاشعة شاخصة تنتظر خبرا من الكتائب أو السرايا أو تحليلا من ضابط جيش أردني متقاعد هو أكثر قبولا عندهم من كل سادة العمائم و اللحى !!!!!
جاء في صحيح مسلم أن : “من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان “….. و الراوي أحد سدنة الحديث و أكثرهم قبولا و رضى عند المالكية عموما و يكاد يكون مقدسا عند أهل هذا القطر فلا أحدا يشك في حديث رواه و لا مجال لغير الإمتثال له بنصه و روحه و من عمل بنقيض ذلك يكون خالف أمر من أوجب الله طاعته في كل ما ثبت عنه قولا أو فعلا “أطيعوا الله و اطيعوا الرسول……” فتصبح المعصية مزدوجه معصية لله و معصية لرسوله صلى عليه وسلم !!!!!
أم أن هذا الحديث غير صحيح ؟ أو ورد فيه – و لو تأويلا – استثناء لبعض المناكر عن بعضها ؟ و هل ما يقوم به الصهائنة في غزة اليوم منكر أم لا ؟…
و إن كان منكرا فما الذي يمنع السادة الفقهاء من أن يستنكروه و لو بألسنتهم فقط ؟ و متى يكون الفقيه قدوة..؟؟؟؟؟
أيكونها حين يتولى اليهود و النصارى و الله عز و جل يقول “و من يتولهم منكم فإنه منهم……” و هل توجد منطقة وسطى ما بين الجنة و النار…؟؟؟؟
و هل تجوز الصلاة الناهية عن الفحشاء و المنكر خلف هؤلاء أو معهم ؟ و ما ذا تبقي للمسلم من دينه حين يستنصره أخوه فلا ينصره ؟ !!!!
حين يستبدل شخص دينه بدنياه فهذا خسران كبير، و ليس كل الناس يصمدون أمام بهرج الدنيا و إغراءات الجاه و الحظوة أما حين يستبدل شخص دينه بدنيا غيره فيخسر الدارين و كل الذين يسيرون وراء فقهاء السلاطين قد احترقوا وقودا لجاه غيرهم خسروا الآخرة و ما ربحوا الدنيا …….