لا للاغتصاب / عبد الرحمن ولد حبسه
لقد خلق الله الإنسان وشرفه و هيأ له كل وسائل السعاده في الدنيا والآخرة’وميزه بالعقل عن غيره من البهائم وقد ضرب الله مثلا فى القرآن حيث شبه الكفار بالانعام بل هم أشد انغماسا من الأنعام فى الضلالة والغي ذلك أن الأنعام لاقانون يحكمها ولا وازع دينى يردعها ٠
ولما كان الإنسان ميال بطبعه الى جنسه وضع الحق سبحانه وتعالى ضوابط لهذه العلاقة فجعلها محكومة بضوابط الشرع فشرع الزواج وجعل فى اتيان الشهوة اجر وحرم الزنى وتوعد أهله بالخزي والعذاب فى الدنيا والآخرة وحرم الطرق والسبل المؤدية إليه من نظر للأجنبية والخلوة معها قال تعالى* ولا تقربوا الزنا *الآية وقال *الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة *الآية والنصوص الشرعية في هذا الباب كثيرة وقد رتب الشرع عقوبة وحد حدا لمرتكب هذه الفاحشة شملت الجلد والتغريب والرجم تتدرج هذه الحدود حسب حال مرتكب الفاحشة٠
ومما لاشك فيه أن النفس الأبية ترفض هذه الأفعال الشنيعةوالمنبوذة من زنى واغتصاب وتحرش ٠
وقد بات مجتمعنا وللاسف مسرحا لهذه الجرائم التى هى فى الحقيقة دخيلة على قيمنا واخلاقنا وسلوكنا ‘فبين الفينة والأخرى يطالعنا خبر اغتصاب قاصر وكأننا نعيش فراغا سياسيا وانفلاتا أمنيا أو انسلاخا دينيا وعقائديا ,
أن هذه الكلاب البشرية التى تناست فى لحظة طائشة قيم الإنسانية فاستسلمت لشهواتها غير مكترثة بكرامة وشرف الآخرين لعمرى تستحق أقصى عقوبة لكي تكون عبرة لامثالها من الكلاب البشرية ٠
وقديما قيل إن الخلق لايرد الا بمثله فلننكل بهاؤلاء شر تنكيل ‘
والحقيقة أن فى النصوص الشرعية ما يشفى غليلنا فى هذا الباب فالحدود التى وضعت الشريعة الإسلامية تغنى عن كل القوانين فلو إننا طبقناها حرفا بحرف لكانت كافية لأن يرعوى هولاء ويرتدعوا فلو تم جلد الزانى وقطعت يد السارق لكفانا ذلك عن سن قوانين ‘لكن لابد من الصرامة فى تطبيق الحدود فكما يقول ابن عبد البر*أن الله ليزع بالسلطان مالايزع بالقران* فالجميع يدرك مدي خطورة الزنى ففيه ضياع الانساب والأخلاق هذا فضلا عن الأمراض التى باتت تهدد العالم بسبب انتشار هذه الفاحشة ‘وقد وعت الشريعة الإسلامية تلك المخاطر وسدت الطرق التى تؤدى إلى الفاحشة’٠ لكن ذلك لايكفى فلابد من تطبيق لهذه النصوص٠
والغريب أن إنسانا تجري فيه دماء الإنسانية يقبل هذا الفعل فالمنطق السليم لايقبل بأي حال من الأحوال هذه الظاهرة بغض النظر عن الدين والمعتقد فالغربيون لايقيلون بأي منطق هذه الجرم فكيف بمن يدين بالإسلام وتجرى فى عروقه أخلاق الإسلام فهل نحن بتنا مجتمعا مسخت قيمه وأخلاقه ؟ام أن الغرب غزانا بعادات دخيلة علينا فسلبتنا روح الاسلام وقيمه ؟
بلى هذه القنوات الفضائية التي تبث المسلسلات الخليعة وهذه الشبكة العنكبوتية التى شكلت ملاذا للمنحرفين الذين يعيشون فراغا فى حياتهم ‘فارتموا فى أحضانها بنهم يتلقفون الغث والسمين فياخذون كل شيء بعجره وبجره لعمرى هذه احدى المسائل التى أدت إلى افساد شبابنا وعلى الدولة أن تشدد الرقابة على هذه الوسائل والوسائط التواصيلة التى اهلكت الحرث والنسل فاضاعت الخلق والدين٠
وهنا اهيب بالعلماء ومنظمات المجتمع المدنى من حقوقين وسياسيين أن يقوموا بدورهم فى هذا المجال عن طريق الندوات والمحاضرات حول خطورة هذه الظاهرة كماان على العلماء إعادة المجتمع إلى حضن التربية الناصعة التابعة من روح الاسلام كما أن على الأطباء النفسيين المشاركة فى هذه الحملة وذلك بوضع تصور عن أسباب هذه الظاهرة نفسيا ووضع حلول للحد من استفحالها والأهم من هذا كله أن يحرص المربون على توجيه أبنائهم الوجهة الصحيحة فى بواكير حياتهم بدء من الأسرة ووصولا الى حديقة الاطفال والمدرسة فإذا تضافر جهد الجميع لاشك حتما سنحد من هذا الفعل الشنيع ٠
ولابد أن تقوم السلطات بخطوات جادة وهو أن تطبق القوانين بكل صرامة دون تمييز وتسد الباب أمام تلك لأمور التى تعرقل سير العدالة فى إحقاق الحق والعدالة ٠فيارب رحماك فنحن لم نعد كما كنا فهل صدق فينا قول شاعرنا الكبير ,- تطال الله عمره _احمدو ول عبد القادر
رحلنا كما كان آباؤنا يرحلون
وها نحن نبحر كما كان آباؤنا يبحرون
فهل رحلنا عن جذورنا وقيمنا فايما أمة رحلت عن عاداتها واخلاقها سلبت ذاتها وقيمها التى تميزها عن غيرها ٠فالدار مهما اندرست اطلالها دون تحريف بقيت على حالها أما إذا طالتها يد التحريف والتبديل تبدلت معالمها وعسر تميزها عن غيرها ٠