من الشخص الذي ينفذ بشكل مباشر القرار الصادر من السلطات بقطع الانترنت وإعادته ?!
تانيد ميديا: موظف مهم..
من الشخص الذي ينفذ بشكل مباشر القرار الصادر من السلطات بقطع الانترنت وإعادته ?!
انني لا أعرفه. وقد يكون في اي مكان الآن. لكنني يمكن ان اتخيله..
انه على الارجح ثلاثيني بلحة خفيفة . يقضي وقته مع اشخاص أكبر مه سنا. وتقلقه الأماكن المكتظمة والحفلات.
بدأ الصلع يغزو رأسه. وهو بدين قليلا. ونظاراته الطبية جيدة فنيا اكثر من جودة مظهرها.
ثم انه مبتسم دائما. ليس ذكيا ذكاء حادا . ولا متمردا على قرارات رؤسائه في العمل. وهو كتوم.
انه شخص طيع. مضمون. وذو كفاءة على كل حال. كفاءة عالية فهم لم يلتقطوه من الشارع أكيد.
انه يلقي نظرة على واتسابه. ثم ينفذ طلب السلطات. بكل برود. ويتابع دهشة الملايين من قطع الانترنت. ولا يقول لأي أحد حتى لزوجته وشقيقته التي يوجد زوجها في الخارج متى سيعود الانترنت. انهما لا تعرفان حتى انه هو من يقطع الانترت.
ثم انه ليس حاد الطباع. انه يرتدي قبل ذهابه للعمل بطلونا سماوي اللون وقميص مخطط بلون النعناع وبين الحين والآخر يرفع حزام بنطلونه لانه لا يريد اغلاق الحزام بدقة حتى لا يضيق على بطه التي بدأت تكبر منذ قرر ان يستقر في مكتب يخدم منه السلطات.
يدخن المالبورو على طول ويحمل علبة صغيرة بها كريم خاص لليدين وفي جيبه كلينيكس.
خجول بعض الشيئ. ومطيع لزميلاته في العمل. وفاشل في العلاقات العامة.
في البيت يرتدي سراويل خنتوش ودراعة الشقة ويرمي قميصه في اقرب ركن من البيت. وهو ليس حاضرا بقوة في البيت. انك بالكاد تشعر بوجوده. الجميع يتحدث إلا هو. والجميع يشارك في الحوار الا هو.
ان تأثيره -منذ كان صغيرا- ليس مباشرا على الناس. وهذا يجعله فخورا بتنفيذ القارارات التي تؤثر على حياة الملايين ويفرح بها الناس او يحزنون. المهم ان تؤثر فيهم.
حتى عندما كان في الثانوية. كان ذلك الطيب الذي يرضى بتعيينه رئيسا للقسم مقابل التبليغ عن زملائه. والطالب الذي ياتي للمدير دون ان يكلفه احد بذلك ويبلغ عن المغامرات العاطفية لباقي الطلاب والطالبات. وتبليغ والديهم اذا اقتضى الأمر. انه شخص خدم منذ وقت طويل. ويهمه فقط ان يرضى عن احدهم. ويعطيه تفسيرا لمهمة نبيلة يفترض انه يقوم بها.
انه يقيم وسط البلد حتى يأتي بسرعة كلما تم استدعاؤه. اكيد لن يقوموا باستدعائه من الرياض او توجنين او دار النعيم ليقطع الانترنت. فراتبه يجعله من الطبقة الوسطى لذلك فهو يؤجر شقة وسط البلد. وبها مكتب يتابع فيه وثائقيات عن كيف يمكن السيطرة على عدد كبير من الناس.
نقلا عن صفحة الصحفي الربيع ولد أدوم على فيسبوك