أوهن رئيس وأسوء مولاة وأخرس معارضة/ خونه ولد إسلمُ
تانيد ميديا : هل أقسم هذا الرئيس الذي ابتلى الله به هذه البلاد جهد أيمانه يوم تنصيبه، أن يحرص ما أتاه الله من نقص في التدبير، على أن يعتنق مذهب التدوير و التحوير لتسيير شؤون شعب وضع فيه ثقة تبين أنها ليست في محلها، بل أعظم من ذلك قد يحاسب عليها من انتخبوه، ومن زينو لهم أن يسلكو معهم دورب التعهدات المخلوفة، إنهم ونحن منهم جنينا على أنفسنا وبلدنا ما لم تجنيه براقش، ولا سبيل لنا للتوبة من ذاك الذنب سوى أن نعري سوءة أفعال هذا الرئيس وسوء صنيعه وتضييعه للأمانة.
لقد جبل هذا الرئيس على تدوير المستهلك والمستنفذ من المفسدين وشيعتهم من أبناء برزواجية الفساد، وحرمه الله التمتع ببصيرة تساعده على حسن اختيار معاونيه ووزراءه، فخاب فيه كل مرة ظن من أملو فيه خيرا، حتى تلاشى الأمل من فرط ما شحنو به بطارية نظامهم المتهالكة.
إنه وبعد هذه الحكومة الخارجة من رحم الفشل لن تقوم قائمة لمروجي التعهدات الزائفة والطموحات والأمال الكاذبة ولن تغري جياع ومرضى شعبنا لا متردية ولا نطيحة من التعهدات والأولويات وما على جنسها من تائات الجموع المؤنثة، إن صراحة الحديث عن الفشل والعجز عن تقديم أي شيء يذكر للوطن والمواطن هي اعظم انجاز لنظام، إن كان نجح في أمر قبلها وبعدها فهو فقط ولعه وادمانه تدوير من عاثوا فسادا والتمكين لموظفي الدرجةالثانية المنتهية صلاحيتهم واصحاب الكفاءة في المصاهرة.
إن موريتانيا الفقير شعبها الغنية بثرواتها الفاسدة حكومتها وفي سابقة تاريخية تتقاسم فيها موالاة الرئيس والمعارضة المتقاعدة عناوين الفشل السياسي كما تتقاسمان مغانم مزانيات التسيير والرواتب المجزلة ومكاسب الصفقات وخراج التمويلات غير مبالين بمعاناة المواطن الذي يرقصون على أوجاعه وينتشون بمعاناته يقتل فلا ينعون ولا يعزون يسحل ويسجن فلا ينددون ولا هم يحزنون، سكوتهم عن الأسعار كصمت القبور ومداراتهم لظلم المواطن وصلت حد الفجور.
إن موالاة المصالح بلغ فسوقها كل منتهى فهي لا تقول حقا ولا تنطق إلا تزلفا لا تعين مظلوما ولا تقف إلا مع الباطل وما عاد من دواء لدائها العضال إلا البتر والرمي في مزبلة التاريخ التي لن تطيق للمطبلين مقاما بها وستلفظهم حتما إلى الجحيم.
أما المعارضة المتصالحة مع مصالح رجال أعمالها الذين هم بوصلة قلوب وجيوب قادتها فقد ركنت معهم إلى نظام ضعيف مستسلم يحركونه كدمية قماش من خلف ستار شفاف و يتربصون به الدوائر كل حين في انتظار لحظة الإنقضاض العظيم عند الاستحقاق الموعود، لا ينغص عليهم طموحهم الأثم سوى طائف يقظة ينذرهم طرق أحذية خشنة تترصد فريستهم، إن هي استوت تغدى بها أصحابه، قبل أن يتعشى بها غيرهم.
إن موريتانيا اليوم تسير على منحدر زلق ومتجهة بسرعة نحو القاع، فوا منقذاه… وا منقذاه، فقد ضاع الوطن وضاع الشرف أما الأمل والعهد فكبر عليهما أربعا.
خونه ولد إسلمُ