الواقعية كنز لايعرف قيمته الا العظماء / محمد سالم ولد الوذان
تانيد ميديا : ان فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني فى ردوده على مداخلات الاطر فى ولاية الترارزه نموذجا للمفكر الواقعي والقائد المحيط بأدق تفاصيل الحياة اليومية للمواطن العادي ، كان يعتقد أن الأطر والوجهاء والفاعلين السياسيين فى البلد وخااصة ولاية اترارزه التى يعتقد أنها من اكثر الولايات استيعابا ووعيا وفهما لمفهوم الدولة ، قد ادركوا مدى التغير الحاصل فى عهده ومدى عمق ذلك التغيير الذى يريدفخامته حصوله لكن الذهنية التى غرست فى مخيلة المثقف والسياسي الموريتاني والتى اوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه من فساد وترد يبدوا أن التخلص منهايتطلب جهدا مضاعفا ووقتا.
فعقلية النصح ونقل الحقائق وتوضيح الصورة للحاكم التى قضى عليها تعاقب حكام لا يستمعون إلا لمن يوهمهم بان الحياة قبلهم كانت جحيما استحال بعلوهم عرش البلاد نعيما وجنانا وبحبوحة ورغد عيش لانظير له فى جميع مقالب الأرض .
إن هذه العقلية التى زرع المفسدون فى نفوس الساسة والاطر للتغطية على عجزهم وتعاطيهم مع الشأن العام الذى لايريدون منه سوى التستر على النهب والفساد بإشاعة القيام بانجازات وهمية لا وجود لها إلا فى مخيلتهم المصابة بداء الاستحواذ على كل شيء فالحاكمون السابقون فى معظمهم لهذه الربوع ولمعظم ربوع العالم الثالث مصابون بداء الوهم الذى يكتفى مرضاه ببناء بروج من رمل وزبد تتخللها انهار ومروج من سراب وهذه البروج وتلك الانهر والمروج هي سبب الانهايار الشامل اقتصاديا وسياسيا واخلاقيا.
إن فخامة الرئيس كان بوسعه أن يستمع إلى التدخلات ويغمض عينيه على الصور الوردية الزاهية التى قدمها المتدخلون والتى دأبو على تقديمها وينام قرير عين بانجازات وهمية ،لكنه أراد من خلال رده على المتدخلين إن يدق آخر مسمار فى نعش التزلف والنفاق وتزييف الحقائق ارضاء للحاكم بانجازات وهمية .
كما وهذ الأهم والذى ينبغى أن يستوعبه الجميع أن فى الرد إذانا بانطلاقة عهد جديد يدرك فيه الحاكم حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه ومدى استعداده للإلتزام بهذه المسؤوليات واهليته للقيام بهاومن هنا تتجلى وتتضح كل المقاصد والمفاهيم والرسائل التى كان يرمى فى خطاب ترشحه إلى إصالها للجميع حين قال إن للعهد عندى معنى والصلة بالرعيةوإدراك حقيقتها والتعاطى بواقعية مع الواقع جزء مهم من العهد بين الحاكم والمحكوم .
وعليه ينبغى علينا كأطر وساسة ومثقفين إدراك ابعاد الدرس الذى قدم فخامة الرئيس فى رده على التدخلات وبذل جهود جبارة لمسايرة العهد الجديد .
وأخيرا أعتقد أنه ينبغى لينا جميعا حزبيين وأطر وسيا سيين أن نبذل قصارى جهدنا فى شرح وتعميم مضامين الحدث وإصال تلك المعانى ألى كل بيت وفرد من هذ الشعب الذى لم يألف انعدام الهوة بين الحاكم والمحكوم.