رواية ” قبلات مقدسة” أو بوح ما بعد عزلة الجائحة
عن عبور الثقافية للنشر، صدرت الطبعة الثانية من رواية” قبلات مقدسة” للكاتب المغربي الكبير أحمد العراف، محاولة اختزال كبت ما راكمته حقبة الكوفيد، وباعتبار صاحب المنجز مبدعا إشكاليا وموسوعيا، فقد لمحنا الطفرة الكبيرة في لغته وأسلوبه وفهمه لجنس السرد، التجربة الروائية تحديدا.
ترمي العتبة بظلالها، وترخي هلاميتها على مدّ حيز الرواية كاملا، من أول اسطرها وحتّى آخر كلمة ضمن سياقها المنذور لمفهوم تقديس الرابط ما بين النوعين، ومجي الجائحة كمرآة لتعرية هذا المفهوم أكثر وعلى نحو أدق وأبلغ وأوضح.
قدم للرواية الشاعر والناقد المغربي احمد الشيخاوي، نقتطف له الأسطر التالية:
“فهو كسارد فيما يمرر على ألسن شخصياته، يبدو شديد العرص على امتصاص المعاناة والمآسي والمكابدات، ضمن حدود تقنيات إبداعية ذكية ولبقة، تترجم زخم المصالحات مع الذات، في ما يرتبط بها، أو بالأحرى يمتد عنها، ويتكمامل معها، من حيوات لا تعترف بلغة التهميش والهيمنة والإقصاء، فحتى المكون الطبيعي، نلفي سرديات أحمد العراف، تؤنسنه بكل جرأة ومصداقية، كي تحقق الصوت الرِّسالي الإنساني الراقي المتصادي مع لوائح متطلبات أجيال تتطور وتتبدل فكريا ونفسيا وذائقيا بالكامل”.