جميل منصور يكتب عن الراحلة هند منت الدية: هكذا عرفتها

انتقلت إلى رحمة الله الأخت التى حازت صفات الفضل والتضحية والإخلاص والوفاء هند بنت الديه القيادية الإسلامية البارزة والنائب في الجمعية الوطنية مخلفة وراءها فراغا كبيرا لا يسهل سده .
هند جمعت بين مسؤولية الأسرة التي يشهد عليها زوجها وأمه وذووه ومهمة الدعوة والعمل العام والاجتماعي والسياسي وعلى ذلك يشهد إخوانها وأخواتها ومن اشترك معها في عمل أو ذهب معها في مهمة، هند داعية ذات خلق حسن ، هند قيادية ذات جد وعزم، إذا حدثت صدقت وإذا وعدت أوفت وإذا اؤتمنت لم تخن بل هي نموذج في الأمانة والاستقامة فهي والنفاق طرفا نقيض.
يجمع أخواتها على تميزها وصبرها على بعضهن ويجمع إخوانها على أخلاقها ومسؤوليتها وصبرها على بعضهم،كنا إذا اشتدت النقاشات وارتفعت الأصوات وصدر بعض مما لا يليق حافظت هند على سمتها وهدوئها وصمتها وإن تكلمت فبحكمة وإصلاح بين الناس.
كنت أعرف هند الأخت والداعية ولكني لم أكن أعرف هند القائدة حتى سمعت الشيخ أحمد سالم ولد ألمين فال يذكرها ويثني عليها ويصفها بالتميز والنوعية فظننته يبالغ أو يزيد وبعد أن عملت وإياها في قيادة الحزب وفي عديد ملفاته أدركت أن الشيخ كان محقا بل لعله كان مقلا.
من أولئك الذين إذا كلفوا بعمل أو تكلفوا به تطمئن عليه كامل الإطمئنان، أيام رئاستي للحزب كان يأخذ علي البعض بعض الزيادة في المواكبة والمتابعة (ليس الأمر مضطردا) وكانت الأخت هند تشرف على فعالية حزبية مهمة ولعلي أكثرت من سؤالها عن مسار الأمور والخطوات التي تمت فأجابتني : اطمئن أنا من أهل الحرقة على الأمور (لهرام) على هيئتي هذه (أي هيئة الهدوء والرزانة) وكانت واثقة مطمئنة متوكلة، وعندما تمت الفعالية تمت على أحسن ما يكون، فصدقت هند وتبين أن “اهرامي” في غير محله.
كانت رحمها الله رحمة واسعة مقلة في التدخلات مكثرة في الإنجازات، أحبها واحترمها كل من عرفها، أحبها أخواتها وأكبرها إخوانها وتعلقت بها شريكاتها في العمل السياسي الوطني وفي العمل البرلماني.
في الانتخابات الماضية وعند ترتيب المرشحات لم تكن هند تهتم بموقعها في اللائحة وانتهت القرارات بوضعها في المرتبة الثالثة وكان الجميع موقنا أن الثالثة في اللائحة لن تدخل البرلمان وكانت رحمها الله وأدخلها فسيح جناته تعلق بأريحية: لماذا كل هذا التشاؤم للثالثة، وكان أن نجحت هند ولعلها نجحت لأنها كانت هند.
كانت حسنة الأخلاق موطأة الأكناف عفة اللسان تحب أخواتها وإخوانها وكل من تعرف، تحب الخير للناس وتسعى في الخير للناس وتصلح بين الناس.
لقد كانت برة بأبيها وكانت برة بزوجها وبأهلها وأهله، لقد كانت برة بأخواتها وإخوانها بل كانت برة بالمستضعفين والمستضعفات والمحتاجين والمحتاجات.
أخي وحبيبي اسماعيل ولد موسى ولد الشيخ سيديا، آل هند وأحباءها لقد أخذت صفيتكم في الدنيا فاحتسبوا فالجزاء الجنة، فلله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فالصبر الصبر والاحتساب الاحتساب
اللهم ارحمها واغفر لها واعف عنها وعافها، اللهم اغسلها بالماء والثلج والبر ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم وسع لها في مدخلها ونور لها في قبرها وإنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى