التوعية عن بعد!!! / محمد سالم حبيب
يبدو أن هذه الجائحة أو الوباء الجديد المسمى؛ فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19؛ سيغير كل الموازين والعقليات والمسلكيات لدى معظم ساكنة المعمورة مستقبلا.
فمن التعود على بعض الإجراءات الاحترازية الصحية نظافة وتعقيما، إلى اللجوء إلى البعد في كل مناحي الحياة؛
بعد اجتماعي،
بعد تعليمي،…
لتظهر عبارات او مصطلحات جديدة من قبيل:
– التباعد الاجتماعي.
– تفعيل التعلم عن بعد.
وهكذا…
ومن ذلك – ولاشك وقد جربناه في هذه المحنة – التوعية عن بعد.
لقد أصبح مصطلح “عن بعد” يفرض نفسه بشدة في الواقع الجديد وفي كل مناحي الحياة، بعد أن انتقل من دور هامشي محدود إلى آخر مركزي ومحوري؛ بفعل الواقع الجديد.
بل ويمكن أن نقول أبعد من ذلك – وكمثال على ذلك – أن ما يسمى “التوعية الصحية عن بعد” أصبحت أكثر جدوائية من تلك المباشرة، خاصة في الوقت الراهن، وفي ظل ما هو مطلوب فيه، من اجراءات احترازبة، سيما إن كانت تلك التعبئة والتوعية المباشرة، في حيز مكاني محدود وفي حضور أفراد معدودين، قد ينشغلون بالهرج والمرج، أكثر من حرصهم على سماع ورؤية ما يقدم من محاضرات وعروض ولافتات تخدم الهدف؛ وفي ذلك ما فيه من مظنة العدوى وضياع للوقت والجهد والمال في آن.
لتظهر ضرورة “التوعية عن بعد” على مختلف وسائط التواصل سواء بمقالات قصيرة أو صور أو مجموعة من الإرشادات معززة بوسائل إيضاخ معبرة ودالة وتخدم الهدف.
تصل هذه الوسائل التوعوية والإرشادية إلى الآلاف المؤلفة(مع تحفظي على هذه العبارة)، وفي وقت قياسي، وبجهد وتكلفة أقل بكثير من تلك المباشرة، أضف إلى ذلك أنه، هو المتاح في ظرف كهذا.
ليظهر سلامة ووجاهة تلك المؤسسات التي أخذت بهذه المقاربة وتتبعت النهج الجديد من التوعية(التوعية عن بعد)، وبنفس الاجراءات السالفة الذكر.
ولاشك ان تلك الجهود وتلك المقاربة – وإن كانت جهد مقل- سيكون لها تأثيرها الفعال وانعكاسها المباشر على حياة ومسلكيات المواطنين؛ بمختلف مشاربهم العلمية والفكرية.
وكلي قناعة بأن كل ما قيم به في هذا السياق وفي هذه الأيام من جهود توعية وتعليمية “عن بعد”؛ يضع اصحابه نصب أعينهم، القاعدة الأصولية:
“ما لايدرك جله لايترك كله”