من اين تأتى الجزيرة بسياستها ؟/ التراد ولد سيدي

إن الاختلاف في الرأي جد طبيعي بسبب اختلاف زوايا النظرة للامور،وباختلاف مستوى الأطلاع و ومستوى تقييم الأموروتعدد المواقف، فلاغرابة – مثلا- في أن يرى الغرب نفسه أنه هو الكامل العقول والمستحق وحده للأهلية ولتمثيل الإنسانية ، وأن يرى غيره عرب وغيرهم ، توابع هامشيين ،وبشر من درجة ثانية غير مهمة ؛ ،لكن الغرابة أن نرى قناة إعلامية كالجزيرة القطرية ، التي تحسب من العرب وللعرب الذين يعرف الجميع أن درجتهم في مقياس تقييم الغرب للسلالات البشرية ، بأنهم يأتون بعد الروس، والصين، والهند،وكوريا وفيتنام وتايلاندواليابان وجميع دول إمريكا اللاتينية وتركيا ،يأتون بالكاد في درجة إخوانهم الإفريقبين ؛ ان تكون الجزيرة التي تحسب على العرب تمثل وجهة نظر إمريكا والغرب بشكل يبعث على الحيرة .

هذه الجزيرة تتبنى وجهة نظر الغرب كلها وتتفوق على الكثبر من إعلام إمريكا في الأمركة و على ال ب ب س لابريطانية في تمثيل وجهة نظرهم وتحمل كل آرائهم بتفاصيلها بتفاصيلها المملة ، هذا الموقف من أغرب ما رأينا من غرائب لاتحصا نراها حولنا تحيطنا من كل جانب ، فهل هذا نتيجة الغباء والوقوع في التضليل والحصول على المعلومات الناقصة ؟ إذا كان من الغباء فهو غباء تجاوز الحدود وإذا كان تضليلا فكيفامكن ذلك؟، أو هو منسجم مع الأهداف التي أنشات من أجلها القناة في الغرف المحمية والابواب الموصدة فعند ذلك يكون الامر معقولا ، ونكون نحن في هذه الحالة هم المخدوعون كعادتنا و واهمون مغفلون نعرب غير العربي ونصادق غير الصديق ونسقى السم في الدسم ، ترانا سكارى ومانحن بسكارى ولكن الجهل خطير !!

لقد أغنت الجزيرة القطرية الغرب عن بذل أي مجهود في الأوساط العربية والمتعربة وفي الاوساط الإنغليزية والمتحدثة بالإنغليزية ، لشيطنة الروس و تشويه مواقفهمووصفهم بالمعتدين ، وتبني كلما يزعم الغرب و نظام أكرانيا من مظلومة أكرانيا في نظر هم و من أنها حسب الجزيرة و قادة الغرب، منتصرة على روسيا دون شك ، وأن الروس الظالمة المعتدية في نظرهم خسرت كل شيء وهزيمتها مسالة وقت!!

لانعتقد أن كل هذ المجهود الذي تبذل الجزيرة لتغطية الأحداث بريئ يهدف لخدمة المشاهد والمستمع بآخر الأخبار الطازجة ، ولانعتقد التقييمات والتحليلات واختيار المحللين العسكريين من الأردن ولبنان أمورا بريئة اونتيجة الغباء او البراءة ،إنما نعتبره عملا مخططا واضح المصدر والجهة إنه عمل مخابراتي إمريكي يشكل جزئا من الحرب النفسية ؛ وإذا عرف السبب بطل العجب !!!التراد ولد سيدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى