تانيد ميديا: ها نحن “نحتفل” اليوم، في أجواء غير احتفالية، بعيدين كبيرين: فاتح مايو عيد الشغيلة العاملة الناصبة الجائعة المكبلة؛ وعيد الفطر المبارك بعد صيام وقيام مقبولين – بإذن الله- في عام رمادة شديدة في كنف عهد باركناه جميعا وسعينا في بزوغه بما أوتينا من قوة ورويناه بعرقنا ودموعنا، وضحينا في سبيله بالغالي والنفيس، وأردناه سببا وعنوانا لرسوخ الدولة الوطنية وصيانة المكاسب، وإعلاء صرح دولة القانون والحرية والديموقراطية.. فكان وبالا، لحد تكريس تمزيق الدستور وتسخير العدالة بالباطل، وظلم واضطهاد وحبس باني موريتانيا الحديثة ورمز نهضتها وعزتها، ظلما وعدوانا وقربانا لطاغوت الفساد وابتغاء لمرضاة قوى دولية وإقليمية معروفة!
وفي وضع كهذا، لا غرو إن غابت الدولة، وتراجعت هيبتها ومكانتها المرموقة بين الأمم، وانهار الاقتصاد، وتردت المؤسسات والمرافق العمومية تباعا، وذبح المواطنون بدم بارد في الداخل والخارج دونما ثأر لهم أو قصاص، وتراجعت الحريات، وعادت أساليب البطش والقمع والاعتقالات والمحاكمات الصورية، واستأسدت القطط، وعم اللغط، وفشلت الخطط، وانتشر الفساد.. وسامنا كل مفلس!
ولم يبق في جعبة الحاكمين ما يقدمونه لشعبهم “الفقير المتسول” سوى ما يعلقه المبطلون من أمل على مغاضبات ومصارحات ومواعظ فخامة رئيس الجمهورية! وما يُطبخ هذه الأيام في ورشة “تشاور” الطبقة السياسة المعلبة! وكأننا نسينا أن نفس الأشخاص والأحزاب هم الذين تشاوروا (ربما في نفس المكان) وفكروا وقدروا ونظّروا وقرروا بقيادة حزب عادل، النكوص بالبلاد ووأد إصلاحات حركة 3 أغسطس 05 في نفس هذه الحقبة من سنة 2008 قبل أن يجرفهم طوفان 6 أغسطس 08!
“والآن هنا.. والله المستعان” كما قال الشيخ محمد اليدالي!