السيد الرئيس، قبل أن تختار!
أعرف أنني لست مستشارا، ويغلب على ظني أن أمامكم الآن عشرات الخيارات والمقترحات متعددة المرامي والخلفيات لن تترك لكم وقتا للاطلاع على هذه الحروف التي قد لا تصل إلى علمكم أصلا، لكني أرى من واجبي كمواطن أن أكتبها، لعل وعسى!
السيد الرئيس
ما تحتاجونه، ويحتاجه المواطن، حكومة إنجاز تكون في مستوى التطلعات والاستحقاقات، حكومة إنجاز قادرة على الاستجابة لمتطلبات الظرفية التي تمر بها البلاد ومواجهة التحديات التي يفرضها الوضع الإقليمي والدولي، حكومة إنجاز تملك القدرة على تهيئة البلاد لاستغلال مواردها الواعدة وتحقيق رهانات التنمية.
يحتاج البلد فريقا حكوميا يهتم بانشغالات المواطن الراهنة، ويراعي طموحاته المشروعة لبلدنا الذي بات بحاجة ماسة إلى دفعة إنجاز تحرر المواطن من وطأة الإحباط وتمنحه جرعة أمل وتضع قطار تنمية البلد على السكة.
السيد الرئيس
تذكروا حال المشاريع المتعثرة، وفكروا في الفساد المستشري، واستحضروا الحسابات الصغيرة والصراعات البائسة التي تعيق العمل الحكومي وتعرقل تطور المؤسسات
تذكروا واقع مجتمعنا وبلدنا الذي صارحتم به جاليتنا في إسبانيا، وواقع إدارتنا الذي تحدثتم عنه في قصر المؤتمرات.
لن أقترح عليكم أسماء محددة، فأنتم تعرفون من أطر البلد أكثر مما أعرف وتعلمون من أمرهم ما لا أعلم، ولكنني أود أن أذكركم أن الأولوية ينبغي أن تكون للكفؤ المسؤول المستقيم القادر على بعث الأمل.
لا يحتاج بلدنا في الوقت الراهن إلى محترفي تنشيط مهرجانات وتنصيب خلايا حزبية، بل لا يحتاج سياسيين بأوزان انتخابية مؤثرة، بقدر ما يحتاج بلدنا فريقًا يمتلك من الكفاءة والاستقامة والتحلي بالمسؤولية والقدرة على الانسجام والإنجاز ما يؤهله لتعبئة الموارد الوطنية واستقطاب الاستثمارات الخارجية وحسن إدارة ذلك كله بما يدفع قدما تنمية وازدهار البلد ورفاه وسعادة المواطن.
ذلك ما تتطلع إليه الأرملة التي لا معيل لها، واليتيم الذي لا يجد كافلا ولا مدرسا ولا يرى أفقا لتطوير وضعه، والفقير المقبل على موسم الصيف وقد تعود على أوضاع مزرية وخدمات بائسة لكنه قد لا يصمد أمام موجة غلاء غير مسبوقة تطل بوجهها على العالم.
سيتحدثون عن حكومة سياسية في أفق استحقاقات انتخابية وشيكة. لكن السياسة الحقة هي الإنجاز، ولا شرعية تجلب الناخب وتفحم الشانئ والمنافس مثل شرعية الإنجاز.
سيتحدثون عن التوازن الجهوي والقبلي والعرقي. نعم تجب مراعاة تنوع مجتمعنا، لكن الكفاءة موجودة في كل الجهات والأعراق والقبائل، فليكن الاختيار من بين الأكفاء، الذين لا ينبغي أن يحجبهم عنكم صخب النخب المغشوشة وتسابقها إلى المنتديات الاجتماعية والمنابر السياسية وواجهات المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي.
الهيبة الشيخ سيداتي