زنزانة محمد بوي تفضح خوارم أسس الديموقراطية / باباه ولد التراد
تانيد ميديا : جاء في الأثر أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال :
( لَصوت القعقاع بن عمرو في الجيش خير من ألف رجل )
وتأسيا بهذه العبارة الخالدة يحرص المواطن الموريتاني أن يصف دور النائب محمد بوي ولد الشيخ محمد فاضل في البرلمان بأنه أزكى من ألف رجل،
لذلك يرى كثير من المثقفين أن افتتاح الدورة البرلمانية اليوم دون صوت هذا النائب يعد خسارة للشعب والديموقراطية في بلادنا ،
فقد ظل هذا البطل يدافع عن ثوابت الأمة وهويتها ولغتها العربية، وينحاز للشعب ويحارب الفساد والمفسدين ، ونتيجة لذلك جرى تحييده ، لكن ذلك قد تم بثمن باهظ وعلى مستويات عديدة،
فقد تآكلت شعبية الجهة التي رمته في السجن، بعد أن اضطرت من أجل التنكيل بهذا النائب البطل إلى الاستنجاد بأساليب خوارم أسس الديموقراطية، وتوجيه تهم باتت محل سخرية بالنسبة للجميع، والانتصار لجهات لم توجه إليها إساءة أصلا ، مع خرق فاضح للدستور،حيث نصت المادة 50 على أنه (لا يرخص في متابعة عضو من أعضاء البرلمان ولا في البحث عنه ولا في توقيفه ولا في اعتقاله ولا في محاكمته بسبب ما يدلي به من رأي أو تصويت أثناء ممارسة مهامه.
كما لا يرخص في متابعة أو توقيف عضو من أعضاء البرلمان أثناء دوراته لأسباب جنائية أو جنحية ما عدا التلبس بالجريمة، إلا بإذن من الجمعية الوطنية.
لا يرخص في توقيف عضو من أعضاء البرلمان خارج دوراته إلا بإذن من مكتب الجمعية الوطنية التي ينتمي إليها سوى في حالة التلبس بالجريمة والمتابعات المرخص فيها أو حكم نهائي بشأنه.
يعلق اعتقال عضو البرلمان أو متابعته إذا طلبت ذلك الجمعية الوطنية ).
ومع ذلك راكم هذا النائب رصيدا سياسيا هاما دفع فيه من أجل شعبه ثمنا غاليا من حريته ، وستنصهر هذه التضحية مع شخصه الغيور على هذا الوطن.
ومن المؤكد أن النائب محمد بوي سيستفيد مستقبلا من هذا الظرف الخطير والتعامل غير الإنساني الذي لم تشفع فيه حالته الصحية، كما استفاد آخرون وقفوا سابقا مع الجماهير في تطلعاتها ، وأصبحت تلك المرحلة – الزائلة لا محالة – جزءا من تاريخهم المشرف.
فها هو العالم والشاعر والكاتب الكبير النائب البرلماني ..الدكتور الخليل النحوي رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين ، ورئيس مجلس اللسان العربي..يواصل تألقه بعد أن تعرض لظلم مشابه لما يتعرض له الآن زميله النائب محمد بوي ، – مع أن ذلك وقع قبل ” تبني النظام الديموقراطي “- ، وقد سرب في ذلك الشأن قصيدة رائعة من داخل سجنه في تلك الفترة تحمل عنوان: “الدرب” ، جاء فيها ما قد يعتبر تكملة لهذا المقال:
نـــم مَلِيـًّـــا فقــد ينــــــــــــــام الشجــــــــى
والهــــوى ساهـــر العيــــــــــــــــــون ملي
نم على الأرض لا عليـــك ففي الصـخـ
ــر سريـر وفـي الحصى كــــــرســــــــــي
لا تُـــرَعْ فالجمــــود غـــــــــــش وغـــــــل
وخنــــوع الرجـــال مَطَـــــــــــــــلٌ ولَـَــيّ
حــــال فيء الظـــلال لا الـــــــــــــدار دار
تصطفيــــها ولا النــــجي النجــــــــــــــــى
فاحتــــمل إن في الكــــــرامة ثوبــــــــــــــا
ســـــابغا … والإبـــــــاءُ نعــــــــــــم الحُلِى
وإذا ضـــــــاقــــــــــت البــــــــلاد بِحُـــــرٍّ
لم يضـــــق عنـــه مخـــــــــــفـــر شــرطي
كـــل زنــــزانة تثـــور فــــــــــتغـــــــــــدو
وطنــــا كي يـــــزورهــــــــــــــــا وطنـــي
ذنبه أنه شــــــــــــــريف عفيف
مخلـص للبـــــلاد بـــــر حفــــــــــــــــــــي
إن يقـــــلْ رأْيـــــــه صريحـــــــــــــا نزيها
قيــــــل: هذا مشــــــــــاغب فوضـــــــــوي
وَهْـــــــو ان كان مؤمنــــــا وحــدويـــــــــا
تبــــعي وملحــــــــــد عصــــــــــــــــــــبي
وطنـــــي أين من بنيــــــــك نسيــــــــــــــم
وهواء طلق نقي زكـــــــــــــــــــــــــــــــي
أيــن أفيــــــــاؤك الظـــــــــليــــــــــلة منـــا
أين ماء عــــــــــــــــــــــــــذب زلال شهي
في الغيابـــــات لا يشــــــــــــــــع ضيـــــاء
ما لظمآن في الغيـــــــــــــــــــــــــابات رِي
وطنــــي ما دهى عــــلاك ، لمــــــــــــــاذا
غاض في كفك العطــــــــــاء السخـــــــــي
كيف ضــاقت بنـــا الرحـاب اللـــــــــــواتي
يسع الكونَ حضنـُـــــــــها الأبـــــــــــــــوي
البنـــــــــون الأبــــــــــــــرار إمــــا سجين
أو طريد مشـــــــــــــــــــــــــــــــــرد منفي
كـــل من هـــــمه الكــــرامــــة والمجــ
ـــدُ تـعيــــس بهمه وشــــــــــــــــــــــــــقي
أنــــا من هــــذه الربى وهْــي منـي
شمسها لي وليلهــــــــــــــــا القمــــــري
همت فيـــها منذ الصبـــــــا بلســـــان
حبُّه في الفـــــــــــؤاد رطب طـــــــــــــري
لغـــةُ الديــــن ، والحـــــــضـــارة ُ منها
وإليها ومجدهـــــــــــــــــــ ـــــــــــا قدسي
لم تـــزل غــــــــــضة الشبــــــاب ، وقِـدْما
بـــــارك الله شأنهــــــــــــــــــــ ـا والنبي
فــــاعــــــــــذروني إذا استبـــــد هـــــواها بفــــــــــــــؤادي ، فإنــــــــــه لـَـحــــــــري
واعـــــذروني إن لم يــَرُقْ لي لسـان
أجنبي ولا هــــــــــــــــــــوى أجنبـــــــي
فبـــها رَقَّ لي نســـــــيـــم الصحـــاري
ونما زرعــــــــــها ودَرَّت ثُــــــدي
وهْـــي لي حيث كنــــــت ظــل ظليــل
وهْي لـــــــــــي حيث كنت كِــــــنّ دَفِي
علمتـــني أن الإخــــــــــــــــاء مجيــد
كل مجد بطبعـــــــــــه أخـــــــــــــــــو ي
علمتـــني الإيــــمان فهـْــــــــــو شعـــاري
ودثاري ومشــــــــــــــــربي العـــــــــسلي
ليس في ســــــاحة العروبـــــة شـــــــــهـم عصبــــــــــي أو ملحد ثــــــــــــــــــــوري
وإذا كــــانت العــــــــــروبــــة غيــــــــــــا
فالتقى النقي منــــــــــــــــــ ــــــــــا غوى
أيهــــا السائـــــلـــــــــون عني غضــــــابا
عربي أنـــــــا – أنــــــــــــــا عــــــــــربي
أيـــها اللاهثـــــــــــــــون خلف لســــــــاني
لا يموت اللســـــــــــــان والقلــــــــب حي
ليس في جعبتــــي رصــــاصة غـــــــــــدر
ليس في الغمد صـــــــــــــارم هنـــــــــدي
كـــل ما أقتــــــــــنيــــه رأي بسيــــــــــــط
فعلام العتــــــــــــــــــ ــــــاب ، فيم العُتِــي