عندما لاتساوي الدولة بين مواطنيها في المغرم والمغنم تتغول القبيلة
تانيد ميديا : هكذا يعبر الأطفال ببراءة عن الواقع، لقد كانت استحقاقات 13 مايو 2023، قبلية بامتياز، وما ذهب إليه البعض من تثمين لدور قبيلته في إيصاله إلى المنصب الانتخابي تعبير شجاع يتقاطع مع براءة الطفولة هذه، ففي قوالبنا الذهنية لاوجود للدولة لأنها استقالت عن دورها في جميع المجالات.
وحدها القبيلة توفر لأبنائها الحماية وتعالجهم إن هم مرضوا، وتدافع عنهم إن هم أفسدوا المال العام، وترشحهم للمناصب السامية ضمن محاصصة لا تراعي الحجم والتأثير وإنما مصالح لوبي المال والسياسة والعسكر الذي يحكم البلاد منذ “الإستقلال” لوبي مكون من أسر معروفة تورث أبناءها امتيازات البقرة الحلوب المسماة زىرا بالدولة، والتي كلما ضعفت تغولت القبيلة.
البركة في عقدنا الإجتماعي الذي شكل ثقافة خطيرة أدت إلى ارتفاع الانتماء الفرعي على حساب الانتماء الأصلي الوطني، مما تسبب في انقسام المجتمع، وأصبح كل طرف ينظر إلى الطرف الاخر ويقول: “هؤلاء أخذو حقنا في التعيينات والمناصب الإنتخابية ويجب أن ننتزع مجدنا السليب بالضبط مثلما ذهب إليه رئيس الجهة في الحوض الغربي.
لقد حان الوقت لندرك أن الدولة “عصبة كل رعاياها، أما القبيلة فعصبة أبناؤها فقط، الدولة تجمع أما القبيلة فتفرق، الدولة تساوي بين الناس في المغرم والمغنم وتستعمل الناس فيما يحسنون ويتقنون.
الولاء للدولة يجعلها ملكا للجميع لا نهبا مقسوماً ولا غنيمة تتنازعها القبائل”.
محمد نعمه عمر