التوظيف الخاطئ للأحداث الخطيرة مرفوض / سيدي عيلال
تانيد ميديا : تزامن أحداث المخفر مع رفض الاحزاب لنتائج الانتخابات و توقيف نائب برلماني على خلفية اتهامه بتسريبات تدعوا للعنف وما صاحب الإحتجاجات من عنف متبادل و انتقام على اساس اللون و الهوية و ركوب موج الشحن الطائفي وغيرها من عوامل تعمد نكاية الجراح النازفة في جسم المجتمع المصهور في فرن الارتجال و الاجتهاد القائم على أحادية النظرة و أحادية الفصيل و سيطرة النخبة المحتكرة دون وجه حق للوطن و لرمزيته و لخيره و عقيدته ولدلالاته و معانيه السامية و غاياته الشاملة و تعدد القراءات للمآلات و النتائج المتوقعة و الحاجة المتكررة لكبش فداء او قضية تبرر الأخطاء المتلاحقة وتخفيف عبء التراجع الشديد للوطن و لأداء نخبته المتحكمة من أي فريق يساهم في التعبير عن النظام القائم ينضاف إليها تصريح بعض الساسة من الدرجة الثانية و محاولة البعض الآخر من حجز مقعد بين أفراد النخبة الباحثة عن موطئ قدم وسط شوارع الجمهورية المتصاعد دخانها الغامض توجهها الحائرة اهدافها.
المشهد يعبر بصدق عن واقع هذه النخبة وعن حجم جهدها الخائر على عناوين فارغة و مبادرات تجاربها تدمر كل حين محاصيل الوطن في كل مجالاته.
إن تكلفة الوصول إلى النظام الديمقراطي باهظة الثمن لحد أن أي تفكير او إيحاء او تلميح بتجاوزها كفر صريح بجهود كل الموريتانيين عبر تاريخهم المرير كما أنها أكبر خيانة للمشروع الوطني ولكل شهدائه منذ عبور ضفة نهر السنغال في اتجاه ارض المنارة و الرباط او بلاد السيبة او بلاد التكرور رغم تعارض التسميات ، ولن يجد دعاة التغيير العنيف موطئ قيادة و لن ينساق الشعب و ضيوفه لتلك الدعوات و على مؤسساته الأمنية أن تعي مثل هذه الشهب الحارقة الصادرة عن بعض النفوس الحاقدة ، فعلا اسباب توقع التغيير عديدة لكن تربته مفقودة تلك أهم الحقائق ألتي أكدتها الأحداث المؤلمة و المرفوضة الجارية ، فرغم كل المصائب و الاحزان لا يزال اهالي الضحايا فوق مستوى الدعوة إلى خرق السفينة و لا يزال اغلب المسافرين يشدون الاحزمة و ينتظرون الوصول عندها سيتم الحساب و سيدرك الربابتة و كل طواقمهم أنهم أُخرجوا كرها من غمرة القيادة و أن الربان قد زكته كل أفواج المسافرين الذين مروا ذات سفر قاصد و طويل ومضنِِ من شوارع الجمهورية و شواطئها بعد أن اصبحت الوطن الحصن لكل سكانه بكل طوائفهم و شرائحهم