وزير سابق يطالب الجميع بالهدوء أثناء محاكمة عزيز
تانيد ميديا : تستعد بلادنا لإجراء خطوة غير مسبوقة في تاريخها وتاريخ المنطقة كلّها. تستعد لأحداث ولحظات فريدة ستعيشها تحت أعيُن العالم ابتداء من يوم غد 25 يناير 2023.
وفي مثل هذه الأوقات البارزة، تزداد الحاجة إلى الحكمة والتسامح والهدوء، ونبذ التشنج والتعصب والانفِعال. ما نحن بصدده ليس عملية عنف أو إكراه أو شجار، وليس عملية اصطفاف سياسي أو عاطفي، بل عملية سلمية وقانونية لاستجلاء الحقيقة وإعلاء كلمة العدل. عملية تتيح فرصة التعلم والاستفادة من مداولات ومرافعات مُتضاربة وشهادات وأدِلّة وأدِلّة مُضادّة، في جو من المَهابة والسكينة والوقار، بعيدا عن الإساءة والإهانة والنيل من أعراض الناس. لا مجال في مثل هذه الأيام للعنف اللفظي وتراجع لغة التسامح والاعتدال وقبول الآخر. ولا مجال للتراشق بالألفاظ وتجاوز أدب الخلاف والمساس بالشعور العام. والأمر يسيرٌ على من يسّره الله عليه.
احذروا خطورة اللسان، واعلموا أنّ الإساءة بالكلمات تتقدم دائما على الإساءة باللكمات. فالكلمات هي القذائف الأولى أو الشرارة التي تخرج منها كل الشرور. وقد أثبتت التجارب عبر التاريخ أنّ الفتن تبدأ في عقول البشر ثم تنزلق إلى ألسنتهم وبعد ذلك تتولاّها أيديهم. ومثلما “لا يكبّ الناس على وجوههم – أو على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم” (الحديث)، فإنه لايكب الدول في مطاحن الفتن غير حصائد ألسنة أهلها.
بقلم الوزير السابق محمد فال ولد بلال