الانحياز للاختيارات الإديلوجية ، بما تتعامل ؟
إن واقع الساحة اليوم عندنا ، واقع معقد مركب ، ينشط فيه الكثير من التيارات و الإتجاهات و الإديلوجيات ، مرة في تصادم و تحالف في الكثير من الصيغ البسيطة و الواضحة ، و في نظرنا أن نربط بين كل هذه الظواهر أو التيارات في غالب مصالح إجتماعية ، مع العلم أن الربط بين هذه المكونات و ما تقدمه لا يخدم القضية الوطنية ، لأن القول بأن الصراع الفكري و إعطاء رأى حول الواقع الإجتماعي و الإقتصادي و السياسي مجرد ترف يتعالى على الواقع بكل أبعاده ، هو مجرد قراءة لمن لا يتعدى نظره أبعد من طول أنفه ، يعني تطرف عنيف ضد الإختلاف المتفق على أنه ظاهرة صحية و واعية ، و لكن مثل تلك الرآى تعارضها شواهد واقعية ، فإن كان المتحدثون جميعا يشكلون بنسبة كبيرة طبقة واحدة . فإن النتائج تعبر عن مصالح تركيبة إجتماعية محددة ، أما الطبقات الدنيا من عمال و فلاحين و الأرقاء السابقين لا فكر ناجع يعكس طموحاتهم و مشاكلهم داخل هذه الأنساق ، لكونها قوالب جاهزة تعكس حياة أمم أخرى لا تتقاطع معنا في شيئ . و من هنا كانت الطفرة التي خرجت من رحم المعاناة ، من رحم الواقع الفعلي لما هو معاش ، تلك الطفرة التي خلقها الفكر الإيروي بزعامة رئيس الحركة الإنعتاقية إيرا بيرام الداه اعبيد و حزب الرك السياسي بقيادة الرئيس عمر يالي .
لقد تم تحليل كامل و نادر في تاريخ الأمة ، تحليل إجتماعي مس هموم المجتمع الكبرى ، و المشكلات الإجتماعية ، من فقر و أمية و إستغلال طبقي ، التهميش و قتل الصوت الداعي للحق و الذي يضرب عرض الحائط بكل طابوهات التي و ضعها المستظلون الإنتهازيون ، الذين يفسرون كل النصوص لتتماشى مع مقاساتهم و مصالحهم .
إن فكرة الواقع المعطى السائد غير قابل لنقاش ، و أن الجدل فيه عقيم و تافه ، و التغيير و التفكير يجب أن يكون من طرف ما يسمى النخبة السياسية و التقليدية ، مثل هذه الأراء لا تخدم الوطن و أقول لأصحابها أن قاطرة التقدم والازدهار و الرقي و التطلع الى دولة خادمة لشعبها ، دولة المواطنة الحقة و الفعلية قادمة على يد فاعلين يؤمنون بأن الشعب الموريتاني قادر على خلق الفرق بين ما هو موجود و ما يعبر عن تطلعاته .
إن ما تعانيه موريتانيا اليوم من تخبط و ضعف في إتخاذ القرارات و على جميع الأصعدة و المستويات مهما كانت ، و هدر إحترامها أقليميا و أمن مواطنيها في دول الجوار ، لخير دليل على عدم وجود حكومة تضمن ما كلفت به ، من حفاظ على أمن المواطنين و مساعدتهم في أبسط حقوقهم المعيشية .
إن النقطة الفاصلة بين الظلم و الإستبداد السياسي و الحقوقي و هي العنوان اليوم ، ستسقط بلا جهد أمام خيار المواطنين الأحرار ، أصحاب الفكر التحرري ، تحت زعامة و قيادة رئيس الحركة الإنعتاقية .
أن موريتانيا تسع الجميع . و في حاجة لكل أبنائها و بناتها ، في حاجة لمن يفكر بعقل موريتاني ، مشروعه بالكامل من دراسة الواقع الفعلي للبلد ، لحلول تخدم الوطن و هذا ينطبق علينا نحن الإرويين .
مكي ولد عبدالل عضو و ناشط في حركة الإنبعاثية إيرا
أنواذيب بتاريخ 28/ 03/2022