المعهد الدولى للتمويل يتوقع « نموا صفريا » للاقتصاد العالمى

حذر المعهد الدولى للتمويل – ومقره واشنطن – من تداعيات استمرار حالة المواجهة بين الولايات المتحدة والصين واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمى.

وقال المعهد فى تقرير له اليوم إن استمرار هذا الموضع ينذر بسقوط الاقتصاد العالمى فى حالة من “الكساد العميق” ونمو لايتجاوز “الصفر المئوى” لاقتصاد العالم خلال العام الجاري.

وقال تقرير المعهد الدولي للتمويل – الذي تأسس منذ قرابة نصف قرن – إن حالة الكساد الاقتصادي التي تشهدها الاقتصاديات الأوروبية حاليا ليست إلا نتاجا لحالة التربص السياسي والاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين وهو ما حذر منه خبراء المعهد فى تقارير سابقة مشيرين الى احتمالية ان يصاحب هذا الكساد الاوروبى حالة من التضخم الممتد فى اسواقه نتيجة استمرار الحرب الروسية الاوكرانية ، وهى الحرب التى جاءت فى وقت بدأ الاقتصاد العالمى المنهك التقاط انفاسه من تداعيات جائحة كورونا .

ويعد المعهد الدولى للتمويل هو منظمة تشارك فى عضويتها 70 دولة و يعمل بها 450 خبيرا وباحثا ومحللا ماليا بهدف دعم صناعة التمويل و ادارة المخاطر المالية المتصلة بذلك من خلال تحليل المخاطر و اعداد التقارير التنبؤية بأوضاع الاقتصاد العالمي.

كما يضم المعهد فى تشكيل عضويته وأمانته العامة والتنفيذية مساهميبن من بنوك و مؤسسات مالية و بورصات وبيوت خبرة كبرى على مستوى العالم و خبراء فى صناديق التمويل السيادية و بنوك مركزية .

وكان المعهد الدولى للتمويل قد توقع فى تقرير له قبل ستة أشهر نموا ” صفريا ” للاقتصاد العالمى بحلول نهاية العام الجاري وذلك استنادا الى تقارير اداء الاقتصاد الامريكى خلال العام المنصرم وسياسات التضييق المالى الامريكية الراهنة و ارتفاع العائد على عمليات الرهن العقارى فى الاسواق الامريكية لمعدلات هى الاعلى منذ 15 عاما .

وجاء فى التقرير أنه ليس من المتوقع أن يحدث الاقتصاد الصينى تحفيزا ذا بال للاقتصاد العالمى فى المرحلة و ذلك على ضوء المعلومات الاخيرة التى كشفت عن عودة فيروس كورونا مجددا الى التفشى فى بعض مناطقها.

وقال روبين بروكس كبير الباحثين الاقتصاديين فى معهد التمويل الدولى ان التباطؤ السريع لمعدلات نمو الاقتصاد الامريكى يدفع حاليا باتجاه توقع نمو ” صفريا ” للاقتصاد العالمى و انه فى حالة استمرار هذا الوضع فقد يشهد الاقتصاد العالمى “انكماشا”.

وأكد التقرير أن أزمة الغذاء التى يشهدها العالم نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية ستخف وطأتها شرط توقف الحرب وكذلك الحال بالنسبة لأسعار الطاقة و المحروقات فى العالم ، و استشهد التقرير فى هذا الشأن بما قاله الرئيس الاوكرانى فلاديمير زيلينسكى خلال قمة السبع الاخيرة التى انعقدت فى بافاريا ” انه يأمل ان تنتهى الحرب و تصمت المدافع بحلول اعياد الكريسماس القادمة إما على طاولة التفاوض او فى ميادين القتال بعد ان يزود الغرب أوكرانيا بما تحتاجه من سلاح و خلق الفرصة لها لصد روسيا”.

وأشارالتقرير إلى أن حالة الكساد الراهنة التى تشهدها منطقة التعامل الأوروبى باليورو وما يتبدى من مؤشرات ضعف أداء للاقتصاد الصينى تجعل التقديرات السابقة بشأن النمو المتوقع للاقتصاد العالمى بنهاية العام 2022 بنسبة 5ر3 فى المائة ” موضع شك ” وهو ما فطن اليه البنك الدولى الذى قلل تقديراته لنمو الاقتصاد العالمى من 1ر4 فى المائة إلى 8ر2 بنهاية العام الجارى.

وأشارالتقرير إلى أن اقتصاد ألمانيا الذى يعد أقوى اقتصاد فى منطقة التعامل الأوروبى باليورو يشهد تراجعا فى مؤشرات “ثقة المستهلكين” والتى تسجل حاليا معدلات اقل مما كانت عليه ابان ذروة جائحة كورونا التى ارعبت العالم .

واعتبر التقرير أن إعلان روسيا إغلاق أنبوب غاز الشمال الواصل إلى أوروبا “نورد ستريم” فى الحادى عشر من الشهر الجارى هو تطور جديد سيفاقم مشكلات الأداء الاقتصادى السيئ فى أوروبا التى شارفت خزانات الغاز فيها على النفاذ بنسبة النصف، فبرغم أن الإغلاق لن يتجاوز 10 أيام إلا أن المراقبين يتوقع بعضهم ألا يعاود هذا الأنبوب إلى عمله مرة أخرى كنوع من الرد من جانب موسكو على مواقف الغرب تجاهها.

وكشف التقرير عن حاجة أوروبا إلى استيراد كميات ضخمة من الغاز الروسى للوصول إلى نسبة امتلاء كامل لما لا يقل عن 80 فى المائة من خزاناتها الغازية بحلول الأول من أكتوبر القادم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى